طريقة الدعوة

Q نرى في الآونة الأخيرة كثرة الكتابة عن خطب الجمعة والخطباء، وأنهم متسرعون في التحريم والتكفير ويكثرون من إثارة الناس، وأنه لا بد من الإشادة بالمشاريع الإنشائية وحث الناس على الوحدة الوطنية، فما رأيكم؟

صلى الله عليه وسلم ربما كان هؤلاء يريدون أن تتحول خطبة الجمعة، إلى نوع من نشرات الأخبار التي تذاع هنا أو هناك، وبعضهم يريدون أن تكون خطب الجمعة في مجالات معينة فحسب، في الترغيب في الجنة، والتخويف من النار وهذا صحيح، لكن إذا رغبنا الناس في الجنة لا بد أن نبين لهم طريق الجنة، وإذا رهبنا الناس من النار، لا بد أن نبين لهم طريق النار ليجتنبوه ويبتعدوا عنه.

والدين ما جاء ليكون في الزوايا، ولا ليحكم التكايا، وإنما جاء الدين ليهيمن على الحياة كلها، في اقتصادها، وسياستها، واجتماعها، وإعلامها، وتعليمها، شاء من شاء وأبى من أبى، وكلمة "لا إله إلا الله" منهج حياة تهمين على الدقيق والجليل، قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً} [البقرة:208] وقال: {أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ} [البقرة:85] .

فليس صحيحاً أن خطيب الجمعة يجب أن يكون مقصوراً على شيء، ولا أن الدعوة إلى الله يجب أن تكون محصورة، بل الدعوة والخطبة والكلمة ينبغي أن تنطلق هادية إلى كل مكان، نعم نقول بملء أفواهنا: حق على كل داعية أو خطيب أو كاتب، حق عليه أن يكون هادئاً في كلمته، متأملاً فيها، دارساً لأبعادها، متثبتاً مما يقول، مدللاً عليه، منطقياً، بعيداً عن التعميم، والمبالغة، والتهويل، وعن كل ما لا يتوافق مع المهمة الجليلة التي أسندت إليه.

لكننا نقول أيضاً: هذا حق ليس على الخطباء فقط، بل حق على الصحفيين، والإعلاميين، وكل متحدث ومتكلم، وكل إنسان، كبيراً أو صغيراً، رئيساً أو مرءوساً، حق علينا جميعاً أن نتحلى بذلك، فلم يقال هذا الكلام في حق الخطباء وكأنهم هم فقط الفئة التي تخطئ أو تزل؟

طور بواسطة نورين ميديا © 2015