صبر أهل الكهف

هؤلاء فتية آمنوا بربهم وزادهم الله تعالى هدى، فرفعوا رءوسهم وقالوا: {هَؤُلاءِ قَوْمُنَا اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً لَوْلا يَأْتُونَ عَلَيْهِمْ بِسُلْطَانٍ بَيِّن} [الكهف:15] فسلطت عليهم ألوان العذاب والنكال، وأوذوا في سبيل الله تعالى وطردوا وشردوا فوق كل أرض وتحت كل سماء، فهذا قتيل يتشحط بدمه، وهذا جريح، وهذا شريد، وهذا طريد، وهذا كسير، وهذا أسير، وهذا فقير، وهذا وهذا، مالهم بعد الله تعالى إلا الصبر؛ به يعتصمون، وإليه يلجئون، ومنه ينطلقون.

وهؤلاء قوم ناضلوا في دنياهم وكابدوا وجاهدوا فاحتاجوا بعد ذلك إلى صبر يتمنطقون به ويعتصمون به حتى يستمروا على طريقهم الطويل.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015