Q أشهد الله على حبك فيه، وأسأل الله أن يجمعني وإياك وسائر إخواني المسلمين في جنته، إن لي أحد الإخوة في الله، وقد ترك إخوانه بسبب تنفير بعضهم له، هل من نصيحة تتفضلون بها لكلا الفريقين، أعني الأخ المنفر والإخوة الآخرين؟ وما الطريقة المثلى لإعادته إلى الإخوة؟
صلى الله عليه وسلم الحديث في هذا الموضوع يطول، ولكن إشارات عابرة.
الأولى: إن الله عز وجل قد أمرنا بحسن الخلق، وأن يحسن بعضنا إلى بعض في القول وفي العمل، حتى ذكر النبي صلى الله عليه وسلم في أحاديث عديدة صحيحة: {أن العبد يبلغ بحسن الخلق درجة الصائم القائم} وأن حسن الخلق يرفع العبد درجات يوم القيامة ويقربه من النبي صلى الله عليه وسلم، والأحاديث في الترمذي وغيره.
الإشارة الثانية: أنه مع ذلك فإن طبيعة التجمع البشري ألا يخلو من أخطاء، فهذا قد يخطئ على أخيه خطأً غير مقصود بسبب اختلاف الطبيعة فيما بينهما، فهذا شخص بطبيعته سريع الانفعال، وذاك شخص بطبيعته شديد الحساسية، فتجد أن هناك أشياء يشعر البعض أنها أخطاء، وقد لا تكون الأخطاء مقصودة، إضافة إلى أن هناك أخطاءً مقصودة لا بد أن تقع من البشر، ومجتمع البشر ليس مجتمع ملائكة، فالإنسان يجب أن يوطن نفسه على أنه يتحمل أخطاء الآخرين كما يتحمل الآخرون أخطاءه، ولا مانع من المناصحة -بل هي واجبة- والتنبيه على الخطأ برفق ولين وأدب.
أما الطريقة المثلى فهي أن يحادثه شخص يثق به ويحترمه في الموضوع، ويبحث عن السبب، فإن كان هناك أخطاء من أطراف أخرى، فإن الخطأ يبين وينبه صاحبه عليه، وإن كان هناك خطأ من الشخص نفسه، فإنه يبين له أن هذا الخطأ لم يقع موقعاً عظيماً، وأن الآخرين قد نسوا هذا الخطأ أو تناسوه، وبذلك يمكن -ومع استمرار المحاولة- إعادة هذا الإنسان إلى المجال الخيري.