Q ما حكم من يفعل معصية، ثم يندم ويتوب، ثم يفعلها مرة أخرى، ثم يتوب، وهكذا، وما هو الحل والعلاج؟
صلى الله عليه وسلم عليه أن يبادر بالتوبة مرة أخرى، فإن الله تعالى يقبل توبة العبد ما لم يغرغر، حتى لو تكررت منه المعصية وتكررت منه التوبة، فإن الشيطان يأتيه أحياناً ويقول له: لا داعي للتوبة لأنك سوف تنقضها، كلا.
بل عليه أن يتوب، حتى لو وقع في المعصية مرة أخرى، وأن يسارع إلى التوبة، ويستغفر الله تعالى، لئلا يكون مصراً على المعصية، كما قال الله تعالى: {وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ} [آل عمران:135] وكذلك عليه أن يستغفر الله عز وجل فيقول: "اللهم إني ظلمت نفسي ظلماً كثيراً، وإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت فاغفر لي مغفرةً من عندك، وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم" أو يقول: "ربِ إني ظلمت نفسي فاغفر لي"، أو ما أشبه ذلك من أدعية الاستغفار، والبراءة إلى الله عز وجل والتنصل من ذنبك وعيبك ومعصيتك، فإن الله تعالى قريب مجيب، وهو غفور رحيم، خاصة لمن أقلع، وتاب، وأناب إليه.
وعليك أن تبحث عن السبب الذي يجعلك تقلع ثم تعود، وتقلع ثم تعود، فإن هناك سبباً ولا بد يدعوك إلى ذلك، قد يكون السبب العادة، فقد يكون هذا الأمر أصبح إدماناً بالنسبة لك، فعليك أن تتعلم العادات الحسنة، ليكن من عادتك التبكير إلى المسجد، وسماع الأشرطة، وقراءة القرآن، وصلة الرحم، وحضور جلسات الذكر، واجعل عاداتك كلها عادات حسنة.
فالعادات مثل الأشجار التي يغرسها الإنسان في التربة، فتساهم في عدم انتقالها إلى مكان آخر، فتثبت وتبقى حيث هي، فتعلم العادات الحسنة، وحاول أن تتخلص من العادات السيئة.
وقد يكون من أسباب ذلك قرناء السوء، فحاول أن تستبدل بهم القرناء صالحين، وتتخلص من قرناء السوء شيئاً فشيئاً، بل أن تدعوهم إلى الله تبارك وتعالى، وتجرهم إلى الخير والصلاح، وتأتي ببعض الصالحين لدعوتهم ونصحهم.
وقد يكون من الأسباب أنك تعاني مشكلة في البيت مع زوجتك مثلاً، أو أبيك، أو قريبك، فحاول أن تحل هذه المشكلة، فإذا عجزت فحاول أن تبوح بها لبعض من تثق بعقله وعلمه ونصحه وخبرته، حتى يدلك على سبيل حلها وعلاجها.
وبالمناسبة فإن درس الأسبوع القادم سوف يكون عنوانه "حور مع الشباب" وسوف أخصصه لمجموعة كبيرة من المشكلات التي وصلت إليَّ منذ زمن بعيد، وإذا وصل إليَّ شيء خلال هذا الأسبوع سوف أضيفه، ويكون عنوانه كما أسلفت "حور مع الشباب".