السؤال يقول: شاب محافظ على دينه، ولكنه مع الأسف ابتلي بتقليب نظره في المردان، أرجو توضيح العلاج النافع في هذه البلوى، وجزاكم الله خيراً؟
صلى الله عليه وسلم نعم إنها بلوى وأي بلوى فإنك إن أرسلت طرفك رائداً لقلبك يوماً أتعبتك المناظر رأيت الذي لا كله أنت قادر عليه ولا عن بعضه أنت صابر إن هذا النظر يورث في قلبك حزناً طويلاً، فأنت لا تستطيع أن تفعل شيئاً، على الأقل أنت ملجمٌ بلجام الشريعة، ثم بعد ذلك لا تستطيع، حتى لو أردت معصية الله، أن تحصل على كل ما تريد، فيكون في ذلك حسرة في قلبك لا تنتهي أبداً، ويكون الإنسان إذا مرَّ من عنده شخص، حسن الصورة ذكر أو أنثى، فلم ينظر إليه أو لم يمعن النظر، ويطيله فيه؛ فإنه يعتقد أنه خسر بذلك شيئاً، وأنه فاته شيء كثير، لأنه لم ينظر إلى فلان! وكأن هذا الأمر أصبح حقاً مباحاً متاحاً له! وحينئذٍ تصبح العين تتحرك بصورة آلية، لا تحتاج إلى تفكير، ولا يجاهد الإنسان نفسه ولا يقاومها، ولا يستعيذ من الشيطان، بل كل ما في الأمر متى يتاح له أن ينظر إلى صورة حسنة جميلة صورة أمرد صورة امرأة، وهذا النظر يترتب عليه استحسان، وهذا الاستحسان يترتب عليه التمني، ويترتب عليه اشتياق ورغبة ولهفة، تتطور حتى تكون حباً، وربما تكون عشقاً، وربما يؤدي الأمر إلى ارتكاب الفاحشة، كما سبق وأن أسلفت، وعلى كل حال فمسألة العشق، وعشق المردان، هي إحدى المسائل التي سوف أعرض لها إن شاء الله الأسبوع القادم.