هذه قصيدة للشاعر عبد الرحمن العشماوي نشرت في المجتمع عدد (1650) بعنوان "رسالة شعرية مفتوحة إلى كل الذين يحرقون ثياب الصحوة الإسلامية، وهم يشعرون أو لا يشعرون: ما لكم أعطيتم الظلم المجالا وشددتم للخلافات الرحال ما لكم أسرجتم الغدر حصاناً قاتم الغر يقتاد الوبال ما لكم ألقمتم الرعب الضحايا وارتجلتم نغم الحكم ارتجالا أتريدون من الناس نكوصاً عن كتاب الله فسقاً وضلالا ما لكم أوقفتم النار وقلتم الأصوليون زادوها اشتعالا إنما أشعلها الظلم ولكن ما تزالون تثيرون الجدالا كلما قام على المنبر داعٍ يرشد الناس إلى الله تعالى صاح منكم صائح هذا خطير أوثقوا الشيخ وزيدوه نكالا ما لكم صيرتم الدين تكايا وزوايا وادعاءً وانتحالا ديننا دنيا وأخرى ضل عقلٌ يفهم الدين عن الدنيا انعزالا أيها الواهم قد جاوزت حداً حينما أكثرت في الحق الجدالا كيف تستصفي من الناس خليلاً حينما تضرب بالسوط الرجالا كيف ترجو عندما تلطم وجهاً أن ترى من صاحب الوجه امتثالا عندما تقتل حرية جيلٍ فستلقى منه في الأمر اختلالا من يلاقي النار بالنار يزدها لهباً إطفاؤه يغدو محالا أعطني حباً وخذ مني وفاءً أعطني عدلاً وخذ مني اعتدالا ما عهدنا أن نرى في الليل شمساً أو نرى في وهج القيظ هلالا ما عهدنا أن نرى في الشرق غربا أو نرى في راحة اليمنى شمالا ربما يحمد في الأرض مقالٌ ذكره في غيرها يغدو خبالا آه منا لم نزل نلبس زيداً ثوب عمرو ونرى القرد غزالا لم نزل نضرب بعضاً وكأنا ما سمعنا رجع آهات الثكالى وكأنا ما نرى الأقصى أسيراً يشرب الحسرة قهراً واحتلالا وكأنا ما نرى عرض الصبايا قد غدا في منطق الصرب حلالا وكأنا ما نرى كشمير تبكي أو نرى طاجاكستان قتالا ما لقومي كلما حطوا رحالاً في سراديب الهوى شدوا رحالا أغلقوا بوابة المجد وناموا عند باب الذل يبلون الرمالا وكأنا ما ملأنا الأرض عدلاً وانتشلناها من الظلم انتشالا وكأنا ما سمعنا في حراءٍ قارئا يتلو ولم نسمع بلالا ما لقومي استمرءوا الذل وصاروا لعبة الباغي الذي صالَ وجالا أيها الراضع من ثدي الدعاوى إنما ترضع وهماً واحتيالا عد إلى الروض فإن الغيث يهمي في روابيها ويكسوها جمالا قل لمن يصغيه جاهٌ ونعيمٌ إن طغيان الفتى يعني الزوالا لا تسلني عن مدى حزني فإني لا أرى في خاطري منه جبالا أخيال ما أرى من حال قومي في زمان ليته كان خيالا يا سؤالاً لم يزل يحرق قلبي ليتني لم أسمع اليوم السؤالا