إن المسلمين والعرب، لم يستطيعوا أن يستوردوا من هذه الأسرار المهمة في مجال التسليح والتصنيع، ولا يزالون قاعدين في مكانهم، على رغم كثرة إمكانياتهم المادية، فبلادهم تزخر بموارد لا توجد على الإطلاق في أي بلدٍ في الدنيا، وعلى رغم كثرتهم العددية التي لا تقارن بها أي دولةٍ في الدنيا أيضاً، ومع ذلك رضوا أن يكونوا مجرد أسواق لاستقبال بضائع الآخرين، حتى عقولهم أصبحت مستعمرات فكرية، فالطريقة التي نفكر فيها نحن مستوردة من الغرب، والتحليل الذي نحمله للأشياء هو تحليل غربي غير إسلامي في الغالب.
إن نظرتنا للأمور نظرة مقتبسة من أجهزة الإعلام التي تعتمد على وكالات الأنباء العالمية، وقلما تجد إنساناً يعرض الأمور التي يسمعها على ما يفهمه من كتاب الله عز وجل ومن سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وربما تكون ثقة كثير منا بما يسمعونه من وسائل الإعلام الغربية والشرقية، أعظم مما يسمعونه ويقرءونه ويعلمونه من السنن الإلهية الاجتماعية والكونية الموجودة في القرآن الكريم، وفي سنة النبي صلى الله عليه وسلم.