دور الأقرباء في التربية

ما دوركم أيها الأقرباء من أبناء العم والخال وسائر الأقارب؟ الأقرباء لا شك صلتهم كثيرة، وهي صلة غير مستغربة، مثلاً: الأب قد يستغرب أن يجد ولده مع ناس لا يعرفهم إذا كانوا منحرفين، لكن إذا وجده مع ابن عمه ولو كان منحرفاً، فإن لا يستغرب أحياناً، ولو كان أكبر منه سناً، والمطلوب الحماية، لكن أقول: هذا هو الواقع عند الناس اليوم مع الأسف، فلذلك ينبغي للأب حضور المناسبات -مناسبات الزواج والعزائم وغيرها- حتى يستطيع أن يشرف على ولده وعلى الأولاد الآخرين أيضًا عن كثب، وعن قرب، كما يجب إحكام الروابط بين الأسر تحت إشراف جيد، بعض الأسر -بل الكثير من الأسر- أصبح بينها روابط (عزيمة) نصف شهرية، أو شهرية حتى إن بعض الأسر أصبحت تجعل هناك مخيماً سنوياً، تجتمع فيه الأسر من كافة المناطق، قد يجتمع ثلاثمائة أو أربعمائة فرد من أفراد الأسر، فإذا أمكن أن يكون هذا الاجتماع تحت إشراف، بأن يقوم مجموعة من الشباب الطيبين من الأسرة بتنظيم برنامج.

فالطلاب الذين يحفظون القرآن من الأسرة يقدمون بعض حفظهم، حتى يكونوا نموذجاً لغيرهم، وتكون هناك مسابقات، وتوزيع بعض الكتب وبعض الأشرطة، وتكون هناك كلمات مفيدة وأشعار وقصائد إلى غير ذلك، مثل هذا النمط يربط الأسرة، يمنع الشاب من الشذوذ، يجعله يحس بشيء من الانتماء، ويفيده فائدة عظيمة، ويجعل الروابط بين الأقارب روابط إيجابية وليست روابط سلبية، وبعض الأسر بدأت بطريقة أخرى، وهي أن تجعل الرابطة بين شباب الأسرة، يعني في البلد قد يكون هناك خمسة عشر شاباً من الأسرة الفلانية، تجد واحداً من الشباب الغيورين المتحمسين، يجعل بينهم رابطة لقاء شهري، في رحلة أو في جلسة وما أشبه ذلك، تكون فيها أمور مفيدة، وأمور مسلية ومرفهة عنهم، حتى يمنعهم من مجالس السوء، وهذه أيضاً فكرة جيدة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015