عدم الحديث عن الأخطاء بحضرة الولد

كذلك عدم الحديث بحضرة الولد، فبعض الأمهات على العكس إذا جاء الولد يجتمع مع أبيه، قالت الأم للأب: ابنك فلان هذا فعل وفعل وفعل، وآذاني، ورفض أن يصلي، وابنك يدخن، وابنك وابنك! وبدأت تقدم تقريراً كاملاً عن الولد، والولد يسمع، وتريد من الأب أيضاً أن يقوم في الحال بموقف، فإذا سكت الأب قالت: أنت غير مبالٍ وليس لديك اهتمام، وكأنهم أولاد الناس، فهذا ليس بصواب أن تنتقل إلى جبهة أخرى وهي الهجوم على الوالد! لا يصلح هذا، بل ينبغي أن يكون إخبار الأم الحنون للوالد، بأخطاء الولد، في مجلس خاص بينها وبينه، بل تعاهدي ولدك على الصلوات الخمس، حرضيه عليها، أيقظيه لصلاة الفجر، أخرجيه من البيت إذا جاء وقت الصلاة وحرضيه ومريه، وإذا جاء فاسأليه: هل صلى مع الجماعة أم لم يصلِّ؟ وإذا شعرت أنه قصر أو فرط، فمريه بأن يصلي ويتدارك ما فاته، يجب أن لا تكوني في صف الابن أحياناً على الأب.

ولعلي ذكرت ضربت قضية السيارة مثلاً: أحياناً الأب يشتري السيارة، ويقول: اشتريتها وأنا مكره، لأن أم الولد ضغطت عليّ، وأكثرت من الحديث، حتى وجدت أنني مضطر لشراء السيارة لأسلم من القيل والقال، كثيراً ما يقال لي: اشترِ لابنك سيارة، دعه يفرح مثل أولاد الجيران، لا تكدر خاطر فلان، كل الناس معهم! وتحاول الأم أن تضغط على الأب لشراء السيارة، ولا تدري أن شراء السيارة وبال عليها هي قبل أن تكون وبالاً على الأب، لأن المتضرر من عقوق الولد الأم أكثر من الأب، ولذلك النبي صلى الله عليه وسلم -كما في الحديث الصحيح- أوصى بالأم ثلاثاً، وبالأب واحدة، لأن حاجة الأم إلى الولد أكثر من حاجة الأب إليه.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015