السبب الرابع: المؤسسات التي لا تلتزم بشرع الله عز وجل، ولا شك أن هذه المؤسسات كثيرة، وهي آخذة في الازدياد، فكم من مؤسسة تظهر فيها صورة المرأة وهي كاسية عارية! قد لبست أحسن ثيابها، وقد وضعت المكياج على خديها وشفتيها، وسرحت شعرها وكشفته، وهي تحادث الرجال وتضاحكهم وتمازحهم، وضحكاتها تتعالى، تشق الفضاء، وهي تمزح مع الغادين والرائحين، والمراجعين لهذا الطبيب أو ذاك! وكم من مؤسسة تهتم بجانب واحد فقط من الشباب، بل تهتم بفئة واحدة فقط، ولو نظرنا على سبيل المثال الجهود المبذولة فيما يتعلق بالشباب، لوجدنا أن الذين يستفيدون من هذه الجهود عدد قليل، أعني يستفيدون منها في تنمية أجسامهم فقط، فكم الذين يلعبون الكرة؟ عدد محدود، أما الجماهير الغفيرة فإنها جالسة على هذه المدرجات على أعصابها، تشتغل بالتصفير وتوجه همها وعنايتها وتركيزها على من يفوز، هذا أو ذاك، مع الصراخ والتصفيق وغير ذلك، حتى في مجال تربية الأجسام، المستفيدون منه قليل، وليس المهم أن نربي أجساماً فقط، ما قيمة الأجسام إذا لم يكن هناك أخلاق، وإذا لم يكن هناك عقيدة صحيحة، وإذا لم يكن هناك دين قوي؟! يا خادم الجسم كم تشقى بخدمته أتعبت نفسك فيما فيه خسران أقبل على الروح واستكمل فضائلها فأنت بالروح لا بالجسم إنسانُ لو كان الإنسان كرمه وشرفه بجسمه، لكان الفيل والأسد أشرف وأكرم منه، ولو كان بجماله لكان الطاوس أجمل منه، ولو كان لقوته على الجنس، لكان العصفور -كما يقول بعضهم- أقوى منه، وهكذا.
إذا الإنسان كماله وقوته ورجولته، في خُلُقه ودينه وكرمه، وعقيدته، ليس في جسمه فقط.
نشرت جريدة الجزيرة قبل سنوات مقالاً عنوانه: "ضحايا الكرة"، وتحدثت فيه عن عدد ممن ماتوا في سبيل الكرة! منهم تاجر كبير، كان في نادٍ أو ملعب يقال له ملعب الزمالك في مصر، فلما جاء هدف لصالح الفريق الذي يشجعه قفز من شدة الفرح، وسقط جثة هامدة! وبعد قليل جاء هدف آخر على الفريق وانتهت المباراة بالتعادل، فذهبت حياة هذا الإنسان خسارة، نسأل الله العفو والعافية، وبعضهم من الطيش يسمى هؤلاء شهداء، فيقول: شهداء الكرة، ماتوا في الملاعب في سبيل هذه الكرة!