قيادة المرأة للسيارة ليست مسألة وقت

الأمر الرابع: أننا قرأنا في الصحف، وسمعنا في الإذاعات، عدداً من المقالات والكتابات، والمقابلات الإذاعية، من أناس لهم وزنهم، وغالب ما قرأت وما سمعت يدور حول نقطة واحدة لها خطورتها، إنها مسألة قيادة المرأة للسيارات، وأنها مسألة آتية لا ريب فيها، وإنما هي كما يقولون: مسألة وقت، بسبب رفض رجال الدين، أو رفض المجتمع، وكما أن المجتمع بالأمس رفض اللاسلكي، أو المذياع، أو مدارس البنات، أو رفض التلفاز، فإنه يرفض هذه الأشياء اليوم، ويرفض تحرير المرأة اليوم، لكنه سوف يقبل ذلك ويوافق عليه غداً وهذا المنطق في الواقع سمعته وقرأته من كثيرين، وهو منطق خطير، لأن معنى ذلك أننا لا نميز بين الأمر الذي يرفضه المجتمع لأنه يخالف أصولاً شرعية أو أحكاماً شرعية، وبين الأمر الذي يرفضه المجتمع لأنه يخالف عادات وتقاليد، فنحن حين نتحدث عن القضية السابقة وخطورتها، ننطلق من منطلق الشرع، وننطلق من منطلق المخاطر التي تهدد واقع المرأة، وننطلق من منطلق ما وراء قيادة المرأة للسيارة، كما أسلفت في المحاضرة الأولى (قيادة المرأة للسيارة) إن القضية ليست أن تقود المرأة السيارة أو لا تقود فقط، بل الأمر أكبر من ذلك، إذاً فقضية تحرير المرأة واختلاط المرأة بالرجل، وعمل المرأة، وغير ذلك من الأشياء التي ينادي بها العلمانيون في مجتمعنا، لسنا نقول: إنها مسألة وقت، بل إننا نقول: إن الله سوف يحمي هذه البلاد من مثل هذه اللوثات، وسيظل أهلها أوفياء لهذا الدين.

بلاد أعزتها جيوش محمد فما عذرها ألا تعز محمداً فينبغي أن ننطلق من منطلق الثقة، وأن ندرك أن هؤلاء الذين يقولون: إن المسألة مسألة وقت، ونحن نؤيد قيادة المرأة للسيارة، وإن رفضها رجال الدين، أن هؤلاء يعبرون عن فساد في قلوبهم، ومرض في نفوسهم، وتمنيات ورجاء، (وكم دون ما يبغون لله من سر!) فإننا نسأل الله عز وجل -وهو الذي عودنا كل خير وحمى بلاده من شياطين الجن والإنس، حماها من أبرهة الذي غزاها بجيشه: {وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْراً أَبَابِيلَ * تَرْمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ * فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ} [الفيل:3-5] ، وحماها من الاستعمار، الذي غطى على بلاد العالم الإسلامي كله، إلا هذه البلاد فإنها سلمت منه، وحماها من المسيح الدجال الذي لا يدخل المدينة ولا مكة، وحماها من جيوش الغزاة المحتلين، نسأل الله عز وجل أن يحميها من كيد أعدائها الداخليين والخارجيين، نسأل الله أن يحمها من كيدهم، وأن يجعلها قلعة حصينة للإسلام في كل وقت وفي كل حين أما بعد: فموضوع هذا اليوم: هو مسئوليتنا عن انحراف الشباب، وهو موضوع يطول، أتحدث عن هذا الموضوع في عدة نقاط: 1- العوامل الداخلية لانحراف الشباب.

2- أسباب انحراف الشباب.

3- دور الأسرة.

4- دور الدعاة وطلبة العلم.

5- دور الإعلام.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015