Q بدأ يظهر في مجتمعنا بعض آثار التيارات العلمانية مثل الدعوة إلى خروج المرأة والاختلاط، وما يحصل في بعض وسائل الإعلام، فما رأيكم في ذلك؟
صلى الله عليه وسلم الإسلام، وهو الاستسلام لله تعالى يعني: أن المسلم يسلم نفسه قلباً وقالباً، جسداً وروحاً لله تعالى، بحيث أن جميع تصرفاته تخضع لأوامر هذا الدين، أما العلمانية فهي منهج آخر مناقض للإسلام، فالعلمانية -كما يفسرها الغربيون- هي: فصل الدين ليس عن الدولة؛ وإنما فصل الدين عن الحياة، فالعلمانيون يقولون: ما دخل الدين بالاقتصاد والسياسة؟ وما دخله في الأمور الاجتماعية وما دخل الدين بالأدب والشعر؟ وهكذا، فيريدون أن يحصروا الدين في المسجد.
وهذه التيارات العلمانية لا شك أنها موجودة في العالم الإسلامي منذ القديم، بل إن أتاتورك حين أسقط الخلافة الإسلامية جعل هذا الدين الجديد بديلاً عن الإسلام، وسار على نهجه من بعده ممن تأثروا به.
ولكن، أقول: إن هذه الدعوة العلمانية التي تحاول أن تتسرب إلى هذه البلاد، وإن كانت موجودة ولا سبيل إلى تجاهلها، والدعوة إلى خروج المرأة، والدعوة إلى منع الطلاق -مثلاً- والدعوة إلى اختلاط الرجال بالنساء، وسفر المرأة بغير محرم وإلغاء هذه القيود الشرعية، والدعوة إلى دراسة آداب الغربيين دراسة موضوعية بعيدة عن الدين، -أي: إبعاد الدين عن الآداب التي ندرسها- والدعوة إلى فصل الاقتصاد عن الإسلام، وإباحة الربا بسائر صوره وأشكاله، كل هذه الأشياء تظهر بين الفينة والفينة، ودعاتها موجودون بلا شك، ولكن المهم أن يتصدى أهل الإسلام لهذه الدعوات، ليميتوها في مهدها، بعد أن عرفوا أنه لا مكان في هذه الجزيرة إلا للإسلام.