Q لا شك أن للعلماء فضلهم وقدرهم من التقدير، ولكن الساحة الإسلامية تحتاج إلى العلماء لكي يقوموا بتوجيه الصحوة وقيادتها وعدم تركها لأناس متحمسين، في المقابل للأسف نرى من البعض النيل من العلماء ورميهم بالتبديع والإحداث والخطأ، ثم يكيل لهم العديد من ذلك والأخذ من أعراضهم، فأرجو تقديم نصيحة إلى الشباب؟
صلى الله عليه وسلم بالنسبة لما يتعلق بالعلماء: العلماء لهم مكانتهم وهم قادة الموكب المسلم، ولذلك فإن النيل منهم لا يجوز، والذب عنهم واجب ممن يسمع أحداً يتعرض لهؤلاء العلماء بسوء، ونقول ما ينسب إلى هؤلاء العلماء من خطأ فبعضه مكذوب والبعض الذي يمكن أن يصح منه فنقول: إن كان فيهم خطأ فغيرهم أكثر خطأً، فلماذا يركز البعض على أخطاء هؤلاء إن صح أنها أخطاء ولا أبرئ أحداً فليس أحدٌ من البشر معصوماً إلا الأنبياء، لكن أقصد أن من الناس من ينسب إليهم أموراً يعتقد أنها أخطاء وهي في الواقع ليست بأخطاء، ومنهم من يتهمهم بالتقصير وهو لا يدري ما هو الجهد الذي يقومون به.
على كل حال مسألة التقصير واردة، ولا أقول التقصير فقط، بل إنني أقول: إن القضية قضية ندرة في العلماء، الوضع الذي نعانيه الآن -أيها الشباب- هو ندرة العلماء الشرعيين، بحيث أن الحمل أصبح في عدد من العلماء يعدون على أصابع اليدين أو يزيدون قليلاً أو ينقصون قليلاً، والحمل ثقيل، والسبب في ذلك ندرة العلماء المخلصين المتمسكين بالكتاب والسنة، وهذا يوجب علينا أن ينبري من بيننا من يعتقد في نفسه القدرة والكفاءة بتعلم العلم الشرعي والتفرغ لهذا العلم والعناية به حتى يسد هذا الفراغ ويحل مشكلة هذه الأمة ولو في المستقبل، فليس كل المشكلات تحل اليوم، ولو نجد بعد عشر سنين أو بعد خمس عشرة سنة مجموعة من الشباب تفرغوا للعلم وأصبحوا يسدون هذا الأمر ويلبون حاجة الأمة في الفتيا والتعليم وفي الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وغير ذلك.