جيل الصحوة والجيل السابق

Q ألا توافقني في أن هذه الصحوة جعلت هناك فجوة بين جيل الصحوة وأبناء الجيل السابق مما جعل الكبار ينالون من جيل الصحوة، وذلك في رأيي ناتج من الأسلوب الذي يتبعه جيل الصحوة وتحديد كبار السن لهذا الدين؟

صلى الله عليه وسلم هذا السبب يعود بلا شك إلى خطأ يرتكبه بعض الشباب وهو أنهم ينسون الطريقة المناسبة لمخاطبة من أمامهم، أحياناً قد يكون الشاب عنده علم ليس عند الكبير، فتجد هذا الشاب يخاطب الكبير بهذا العلم الذي عنده، كما يخاطب أحد زملائه، وهذا لا شك من عدم الفقه، لأن من الفهم والحكمة أن تعرف من تخاطب وما هو الأسلوب الصحيح الذي تخاطبه فيه.

ولذلك يذكر أن الحسن والحسين رأيا رجلاً كبيراً يخطئ في الوضوء، فما أحبا أن يقولا له: أخطأت في الوضوء، والصفة الصحيحة كذا وكذا، فقال له أحدهما: اختلفت أنا وأخي في الوضوء ونريد أن نتوضأ لتحكم لنا، فتوضأ الأول ثم توضأ الآخر فقال: أصبتما وأخطأت أنا.

بغض النظر القصة صحيحة أم لا المهم أنه بلا شك أن هناك وسائل كثيرة جداً، يستطيع الشاب أن يوصل فيها ما يريد إلى الكبار بأسلوب مناسب، فبدلاً من أن تقول الكلام من عندك لوالدك أو للرجل الكبير وتخبره بالحكم أو الطريقة هات كتاب من تأليف العالم الجليل فلان واقرأ عليه الكلام مرة ومرتين وثلاثاً، حتى يفهم أن هذا كلام ليس من عندك ولكنك أنت قرأته في هذا الكتاب عن هذا العالم فأوصلته إليه.

فتتلطف في تعليم هذا الإنسان، فإن رأيت أنه لا يقبل منك، يمكن أن توصي إنساناً آخر يكون أكثر قدرة على مخاطبة هذا الإنسان، لأنه ليس المقصود أن تفرض شخصيتك وكلامك على هذا الإنسان، المقصود الوصول إلى الحق فإن أمكن فبها وإن أمكن عن طريق غيرك فهو كذلك.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015