تحطيم الرهبة من الأعداء

رابعاً: تحطيم الرهبة من الأعداء.

أنتم سمعتم كلام ابن تيمية فيما سبق، المظفر قطز وهو قائد من قادة المسلمين في حروب التتار، كيف استطاع أن يحطم الخوف من التتر الذي وصل الأمر -كما ذكر ابن الأثير في تاريخه -إلى أن المرأة ليس الرجل- من التتار كانت تمشي في الشارع، فتجد عشرة من المسلمين يمشون، فتقول لهم: ناموا، أريد أن أقتلكم، فلا يملكون إلا أن يناموا، فتنظر ليس معها سكين، فتقول: انتظروا قليلاً لأذهب إلى البيت وآتي بسكين حتى أقتلكم، فتذهب للبيت وتأتي بالسكين، ولا أحد منهم يفكر بأن يرفع رأسه أو يقوم.

إلى هذا الحد بلغ الذل، سواءً كانت هذه القصة حقيقة، أو كانت قصة رمزية، فالمؤكد أن المسلمين أصيبوا بخوف وذل وذعر شديد من التتار.

ماذا فعل المظفر قطز حتى يزيل هذا الرعب من نفوس المسلمين، ويزيل الهزيمة النفسية والوهن؟ جاءه مجموعة من رسل التتار-كما تقول بعض الروايات التاريخية- فقام -جزاه الله خيراً- وقطع رءوسهم، وعلقهم على المشانق في الساحات العامة حتى يراهم الناس، ويقولوا: هؤلاء هم التتر، أنتم خائفون من التتر، انظروا أول مرة يرون التتري مقتولاً معلقاً، بصورة ذليلة مهينة، وأراد أن يقول للناس، إنهم ليسوا أكثر من بشر عاديين، انتصروا في ظروف غير عادية تمر بها الأمة الإسلامية، فكان النصر له، لأسباب: أولها: أنه انتصر على الهزيمة الداخلية في نفوس المسلمين.

الأمر الثاني: أنه انطلق في الإعداد للجهاد من منطلقات شرعية صحيحة، الإعداد للجهاد، وتقوية العقيدة، وتقوية العزائم، ربط الناس بمثل أعلى، بالشهادة في سبيل الله وبالجنة، إلى غير ذلك.

الأمر الثالث: أن الأمة كلها قاتلت معه، وكان يقودها في هذا القتال العلماء تحت راية، واإسلاماه، فانتصرت الأمة، وانتصر العلماء، وانتصر المظفر قطز.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015