وإذا كنا نجد اليوم أن كثيراً من الناس يعصون الله، ويبارزونه بالمعاصي ويجاهرونه بالخطايا، فيجب أن نعلم أن الله تعالى عنده في السماوات خلق من الملائكة لا يحصيهم إلا الله، وهذه السماوات السبع العظام ليس فيها موضع أربعة أصابع إلا وفيه ملك راكعٌ أو ساجدٌ واضع جبهته لله عز وجل، مع أننا نعلم جميعاً أن البيت المعمور فقط -وهو في السماء السابعة- يدخله كلَّ يومٍ سبعون ألفَ ملكٍ، ثم لا يعودون إليه إلى يوم القيامة، فعدد هؤلاء الملائكة لا يحصيهم إلا الله، حتى إن السماء أطَّتْ وحق لها أن تئط؛ وذلك من ثقل من عليها وكثرتهم، فالله غني عن عباده، أطاعوه أم عصوه وإنما طاعتهم لهم، ومعصيتهم عليهم، ومع ذلك فإن الله عز وجل يفرح بتوبة عبده أشد مما يفرح ذلك الرجل، وقد وجد راحلته وعليها طعامه وشرابه بعد أن أيس منها وأيقن بالموت، فهو يدعونا إلى التوبة ويحثنا عليها ويرغبنا فيها.