أهمية الدعوة إلى الله

قال الشيخ الدكتور: عبد العزيز حفظه الله: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن والاه.

أيها الأحبة في الله: نرحب بكم جميعاً في هذا المكان الطيب الذي اجتمعتم فيه، في الله ومن أجل الله، ويسرنا أن نرحب بعلامة القصيم الشيخ الهمام، صاحب القلم السيال، والسحر الحلال، إنه سلمان بن فهد العودة صاحب البيان والجودة، وهو غني عن التعريف، ولولا أنني أخشى أن يغضب؛ لزدتكم شيئاً من صفاته، ولكني أعلم أنه لا يرغب، فأنزل عند رغبته، وأدعو له بالثبات والتوفيق، وأن يحفظه في حلِّه وترحاله، وأن يصلح نيته، وأن ينفع به الإسلام والمسلمين، وأن يشملنا جميعاً برحمته التي وسعت كل شيء، ونحن شيء.

يا أحبتنا في الله! لا شك أن الدعوة مطلب عظيم، ووظيفة مهمة جداً، تبنتها الأنبياء منذ خلق هذا الإنسان إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.

قامت الأنبياء بالدعوة إلى الله، وبلغت الرسالة، وأدَّت الأمانة، حتى ختموا عليهم الصلاة والسلام بسيد المرسلين محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم، وقد رزقه الله بأصحاب هم أفضل الأمم بعد الأنبياء، قاموا بالدعوة خير قيام حتى صارت راية الإسلام خفَّاقة في الآفاق -رضي الله تعالى عنهم أجمعين- ولقد تبنوا الدعوة وضحوا تضحيات منقطعة النظير؛ فتركوا ديارهم، وأموالهم من أجل الدعوة إلى الله، وانتقلوا إلى الديار، ووصلوا إلى أكثر الأمصار؛ من أجل تبليغ دعوة الله؛ لعلمهم التام أن هذه الدعوة تجارة رابحة مع الله، وأن من اهتدى بسبب دعوتهم؛ فإنهم سينالون مثل أجره من غير أن ينقص من أجره شيئاً، وقال تعالى: {ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ} [الحديد:21] .

طور بواسطة نورين ميديا © 2015