السنن وإيذاء الناس

السؤال يقول: هناك من يتشدد في عمل السنة حرصاً منهم على أدائها, ولكنهم قد يؤذون الناس الآخرين, فهل فعلها أفضل من تركها مثل مقاربة الرجلين في الصلاة, والتقدم في الصف الأول إذا قيمت الصلاة وما شابه ذلك؟

صلى الله عليه وسلم في الواقع أن موضوع تطبيق السنة يحتاج إلى كلام طويل, وقد سبق أن تكلمت عن هذا الموضوع في أكثر من مناسبة؛ منها محاضرة خاصة بعنوان: كيف ننشر السنة، ذكرت فيها وجهة نظري التي إن أصبت فيها فمن الله -والحمد لله- وإن أخطأت فمن نفسي ومن الشيطان، والتي أرى فيها أن الإنسان قد يترك السنة أحياناً مراعاة لما هو أهم منها, وقد يرى أن الفرصة مناسبة لتعليم الناس السنة فيفعلها، وهذا كله يختلف بحسب أحوال الناس, وبحسب نوعية الفاعل للسنة, فمثلاً إذا كان الذي يفعل السنة شخص معروف كبير وله شأن, فإن الناس يقبلون منه؛ لأنهم لا يمكن أن يقولوا هذا جاهل, أو متسرع, أو طائش, أو ما أشبه ذلك, لكن إذا فعلها شاب صغير، قالوا: هذا متعجل, هذا لا يدري, هذا كذا, هذا كذا , ثم بدءوا ينالون منه.

فينبغي أن تسلك الطرق المناسبة في نشر السنة بين الناس, ومن الطرق المناسبة أن تقرأ عليهم من بعض الكتب، إذا أردت أن يطبق الناس السنة، يمكن أن تقرأ من كتاب لسماحة الشيخ ابن باز أو غيره من العلماء، أنه يقول كذا ويقول كذا ويقول كذا , حتى يعلم الناس أن فعل السنة ليس من عند أنفسنا بل هو أمر يعرفه أهل العلم.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015