الحجاج بن يوسف وصدام حسين

السؤال يقول: أرجو أو أود أن تذكر شيئاً من سيرة الحجاج لا سيما أن هناك من يقارن بينه وبين طاغية العراق, هل هناك مقارنة وما موقفنا من الحجاج؟

صلى الله عليه وسلم الحجاج لا شك أنه كان أميراً على العراق في عهد بني أمية, وكان ظلوماً غشوماً جباراً سفاكاً للدماء, وهو المبير الذي أخبر عنه النبي صلى الله عليه وسلم كما في حديث أسماء أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: {سيكون في ثقيف كذاب ومبير} ومبير: يعني يكثر القتل وسفك الدماء وهكذا كان، فإن الحجاج كان ظلوماً غشوماً, ولكن مع هذا فإن الحجاج كان صاحب عبادة وذكر وبكاء, فلم يكن كطغاة هذا العصر لا يعرفون الله عز وجل طرفة عين, حتى طغاة ذلك العصر الأول يختلفون عن طغاة عصرنا هذا, كان الواحد منهم مسرعاً إلى الدماء وقد يكون ظالماً وقد يكون غشوماً, لكن مع ذلك لعل كثيراً من الأحداث والقصص التي تروى في التاريخ فيها مبالغة, وذلك لأن التاريخ كَتَبَ كثيراً منه, أو كُتِبَ كثير منه بأقلام الشيعة, والشيعة كانوا حاقدين على دولة الخلافة الإسلامية, فكانوا يجعلون من الحبة قبة -كما يقال- ويضخمون بعض الأخطاء التي تقع كما ضخموا حادثة الحرة, وكما ضخموا القتال الذي حصل بين الصحابة, وكما ضخموا بعض أعمال الحجاج بن يوسف إلى غيرها, ولعلكم تعرفون أن كثيراً من مرويات ابن جرير الطبري في أحداث التاريخ الإسلامي, كانت عن طريق أبي مخنف لوط بن يحي وهو شيعي هالك محترق, فينبغي أن يتفطن لذلك.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015