سؤالان يذكران: أنني ذكرت في محاضرة سابقة أننا نتعبد بالحزن, قالوا: والحزن لا يتعبد به، وليس بمشروع, لأنه لم يرد في النصوص الأمر به, وإنما قصارى الأمر جوازه لأنه فطرة وجبلة بشرية, بشرط ألا يخرج إلى اليأس لقول النبي صلى الله عليه وسلم: {العين تدمع والقلب يحزن} ؟
صلى الله عليه وسلم في الواقع قبل أن أقول أننا متعبدون بالحزن, كنت قرأت كلام شيخ الإسلام ابن تيمية وكلام ابن القيم في هذا الباب, وليس مقصودي أننا نتعبد الله تعالى بأن نبقى في حزن دائم, كلا، ولكنني أقصد أن الحزن الذي يصيب المؤمن بسبب غيرته على حرمات الله, أنه مما يثاب عليه ويؤجر عليه, وهو فضل بالنسبة إلى ذلك الآخر الذي يرى المنكرات فلا يتمعر وجهه, ولا يحزن قلبه, ولا يتكدر صفاؤه, وإلا فالواقع أن مسألة التعبد بالحزن أن يجلس الإنسان حزيناً ويعتبر هذه عبادة ليس هذا مما يتعبد به.