الترف والجهاد

Q سؤالي عن الشاب الذي نشأ تحت كنف والديه في غمرة النعيم والبذخ، والذي كاد يثقل كاهله الثوب الذي يلبسه, ما توجيهكم لهذا الصنف تجاه الواجب الجهادي العام عليه، وعلى غيره وأقصد بالجهاد الاستعداد وغيره؟

صلى الله عليه وسلم في الواقع أن مشكلة مثل هذا الشاب أنه ينطبق عليه المثل الذي يقول: فاقد الشيء لا يعطيه، فمثل هذا الشاب أنت تكلمه عن موضوعات عديدة وهو يبتسم ويضحك؛ لأنه في واد وأنت في واد آخر, فكيف السبيل إلى الوصول إلى قلوبهم؟! هنا لا بد من التربية, لا بد من الجهد, لا بد من التسلل إلى قلوبهم بكل وسيلة حتى نستطيع أن تخرجهم مما هم فيه, لأن القضية الأساسية -كما سبق أن نوهت- هي أننا إذا أفلحنا أن نوجد في قلوب الشباب همَّ للواقع وللإسلام وللأمة, إذا بدأ الشباب يهتم للأمة فأبشر بنجاة هذا الشاب بإذن الله تعالى, لكن مادام هذا الشاب محصوراً همه في كيفية كي الغترة وإيجاد ما يسمى بـ "المرزاب" وكيفية إصلاح السيارة, وتغسيلها وغسل الكفرات, وجعل السيارة بشكل معين ثم الدوران في الشوارع, ثم صحبة بعض الصبيان وما أشبه ذلك من المظاهر السيئة, والركض وراء الموضات وتسريحات الشعر, وإلى غير ذلك من الأمور التوافه, فمثل هذا الشاب الآن وهو في غمرة هذه الأمور في وادٍ بعيد، عندما تكلمه أنت عن مثل هذه القضايا ينظر إليك بسخرية, فهو غير مؤهل أن يستمع إليك, فهو يحتاج إلى دعوة جادة تخرجه مما هو فيه حتى يتحرك قلبه, وكما قال الرسول صلى الله عليه وسلم: {إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب} .

طور بواسطة نورين ميديا © 2015