Q نرجو أن تشرحوا لنا هذا الحديث {لا تقوم الساعة حتى تتقاتل فئتان عظيمتان دعواهما واحدة} أو كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم, والحديث الآخر {لا تقوم الساعة حتى يخرج رجل من قحطان يسوق الناس بعصاه} أو كما قال صلى الله عليه وسلم, والحديث الذي فيه ذكر الرجل أنه سماه النبي صلى الله عليه وسلم " الجهجاه " كما في المعنى.
صلى الله عليه وسلم الحديثان الأولان: الحديث الأول: {لا تقوم الساعة} , صواب، والحديث {لا تقوم الساعة حتى تقتتل فئتان عظيمتان من أمتي دعواهما واحدة} والحديث متفق عليه, عن أبي هريرة ومعنى الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر: أن الساعة لا تقوم حتى تتقاتل طائفتان من المسلمين دعواهما واحدة، والمقصود بهذا الحديث -والله تبارك وتعالى أعلم- القتال الذي وقع بين الصحابة رضي الله عنهم, فإنهما فئتان عظيمتان ودعواهما واحدة، أي: كلاً من الطائفتين كانت تدعو إلى الحق, وإلى الإسلام, وإلى إقامة الخلافة الراشدة, لكنهم اختلفوا في الاجتهاد, فكلهم مجتهدون بلا شك, ولكن منهم مصيب ومنهم من اجتهد فكان غيره أصوب منه, فكان علي رضي الله عنه أقرب إلى الحق من غيره, ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم لما ذكر أمر الخوارج, قال: {تقتلهم أولى الطائفتين بالحق} أو {أقرب الطائفتين إلى الحق} , فالمقصود بالفئتين العظيمتين أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم.
أما الحديث الثاني: {لا تقوم الساعة حتى يخرج رجل من قحطان يسوق الناس بعصاه} فهذا الحديث أيضاً رواه البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه وأرضاه, والجزم بأن هذا الأمر وقع أو لم يقع من الأمور الصعبة العسيرة, فإن من الناس من زعم أنه وقع في القديم, ومنهم من زعم أنه وقع في التاريخ الحديث, وطبق ذلك على بعض الشخصيات المعروفة, ومنهم من قال: إنه لم يقع والجزم بذلك عسير.
أما الحديث الذي أشار إليه السائل وهو حديث " الجهجاه " {أنه لا تقوم الساعة حتى يخرج رجل -أو يحكم رجل- يقال له الجهجاه} فإن الحديث رواه مسلم في صحيحه، ورواه الترمذي أيضاً في كتاب الفتن عن أبي هريرة وقال: حسن غريب, وذكر أنه من الموالي، يعني أنه ليس من العرب ولكنه من الموالي, ومع ذلك ذكر النبي صلى الله عليه وسلم أنه يحكم وهذا لا أعلم أنه حدث فعلاً.