السؤال يقول: حبذا لو تكلمت بشيء من التفصيل عن حديث حذيفة بن اليمان رضي الله عنه {كان الناس يسألون النبي صلى الله عليه وسلم عن الخير وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني} إلى آخر الحديث؟
صلى الله عليه وسلم الحديث ذكر فيه النبي صلى الله عليه وسلم لـ حذيفة حين قال حذيفة: {إن الله جاء بهذا الخير, فهل بعد هذا الخير من شر؟ قال النبي صلى الله عليه وسلم: نعم, قال: فهل بعد هذا الشر من خير؟ قال: نعم وفيه دخن, قال: وما دخنه؟ قال: قوم يهدون بغير هديي، ويستنون بغير سنتي تعرف منهم وتنكر} فذكر النبي صلى الله عليه وسلم أنه سوف يأتي خير ولكن فيه دخن وضعف, فيه نقص, فيه ناس يهتدون بغير هدي النبي صلى الله عليه وسلم, ويستنون بغير سنته, تعرف منهم وتنكر, يعني فيهم خير وشر, وحق وباطل, وهدى وضلال, ومعروف ومنكر, ليس خيراً خالصاً, قال حذيفة: هل بعد هذا الخير من شر؟ قال: {نعم، دعاة على أبواب جهنم من أجابهم إليها قذفوه فيها} أي ناس يدعون إلى النار, أئمة يدعون إلى النار, يدعون إلى الكفر, دعاة إلى القومية, دعاة إلى العلمانية, دعاة إلى الاشتراكية والشيوعية, دعاة إلى الفساد, دعاة إلى الحداثة, دعاة إلى ألوان الانحراف الفكري أو الخلقي, فقال حذيفة رضي الله عنه: يا رسول الله! فما تأمرني إن أدركني ذلك؟ قال: {الزم جماعة المسلمين وإمامهم} الإمام هو الحاكم الذي يحكم بالكتاب والسنة, الحاكم المسلم الذي يطبق شرع الله, الزم الحاكم , والجماعة: العلماء والفقهاء الذين يكونون ملتقين ومحيطين بهذا الحاكم , وذلك لأن الأصل أن العلم والحكم واحد, فأولي الأمر هم العلماء والأمراء, قال تعالى: {أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ} [النساء:59] من هم أولي الأمر؟ هم العلماء والأمراء, والأصل أن العالم والأمير أمرهما واحد, والعالم هو الذي يقود الأمة ويوجهها ويرشدها, فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: {الزم جماعة المسلمين وإمامهم} قال: إن لم يكن لهم جماعة ولا إمام؟ -بمعنى خسروا الاثنتين لا يوجد حاكم يحكم بالشرع, ولا يوجد علماء يرفعون راية الكتاب والسنة ويدعون الناس إلى الحق قال: اعتزل تلك الفرق الضالة كلها، لا تتبع أحد من هذه الفرق، ولو أن تعض على جذع شجرة حتى يأتيك الموت، وأنت على ذلك, إذاً الحديث أفاد أنه إن وجدت جماعة المسلمين وإمامهم الزم جماعة المسلمين وإمامهم وإن وجدت الإمام الذي يحكم بالكتاب والسنة؛ لكن ليس حوله علماء وفقهاء يرفعون الراية فالزم العالم الحاكم الذي يحكم بالكتاب والسنة, وإن لم تجده لكن وجدت العالم الذي يدعو إلى الكتاب والسنة, فالزم العالم أيضاً, وإن لم تجد لا حاكماً يحكم بالشرع ولا عالماً يدعو إلى الشرع, فاعتزل الفرق كلها إن لم تستطع أن تقوم بجهد كأن تكون عالماً ناشراً للسنة, قامعاً للبدعة, فاعتزل هذه الفرق ولا تفكر باتباع الفرق الضالة حتى لو دعاك الأمر إلى الاعتزال الكلي.