فمن بعض المآخذ أن بعض الإخوة يلحون في السؤال, والإلحاح في السؤال لا ينبغي, بل ينبغي للإنسان أن يطرح سؤاله ثم يمضي, فمثلاً لا أجد داعياً أن يكتب بعض الإخوة السؤال ثم يقول: أسألك بالله أن تجيب على هذا السؤال, لماذا؟ لأنه قد يرى المتحدث ما لا يرى الكاتب, فيرى من المصلحة ألا يجيب على هذا السؤال, إما جلباً لمصلحة, أو دفعاً لمفسدة, أو لأنه سوف يجيب عنه في المستقبل, أو لأنه سبق أن أجاب عنه, أو لأي غرض, فكونك تقول: أسألك بالله؛ هذا إحراج, والرسول صلى الله عليه وسلم يقول كما في الحديث الصحيح: {من سألكم بالله فأعطوه، ومن دعاكم فأجيبوه، ومن صنع إليكم معروفاً فكافئوه} فأنت إذا قلت: أسألك أحرجت المجيب, إما أن يجيب وهو على كره, أو أن يترك الإجابة مراعاة للمصلحة فيقع أو يخشى أن يكون قد وقع في المحظور.
كذلك بعض الإخوة قد يكتب سؤاله عدة مرات، أحد أحبابي من الشباب كتب إليَّ أوراق عدة في موضوع معين, يتعلق بما يمكن أن نسميه شباب الأرصفة, وفي نيتي أصلاً أن أتحدث عن هذا الموضوع, لكن بعدما تكتمل المادة عندي، وبعد ما يكون عندي إطلاع واضح وقوي وجيد على ما يعانيه أولئك الشباب, بحيث يمكن وصف الحالة، وذكر العلاج المناسب والتنبيه على بعض الأشياء, فالتكرار في مثل موضوع واحد معين يكرره الإنسان مرة ومرتين وثلاثة وأربعة وخمسة, ثم يتضايق ألاَّ يكون هناك إجابة عاجلة هذا أيضاً من الإلحاح الذي لا أرى له داعياً.
وإنما على الإنسان أن يبذل جهده في إيصال المعلومات، والموافاة بالجديد المفيد, ثم بعد ذلك يترك تقدير المصلحة في الحديث عن هذا الموضوع أو إرجائه يتركها لغيره.