Q ما رأيك بالتصريح بأسماء الذين لهم مواقف ضد هذا الدين؟ ألا ترون أن هذا يزيد الفجوة بيننا وبينهم.
صلى الله عليه وسلم الحقيقة بأن التصريح بأسماء بعض الذين يقفون ضد هذا الدين, سبق أن بينت رأيي في ذلك, أنني أرى أنه من وقف ضد هذا الدين علانية, يجب أن نقف له علانية, ونفضح زيفه وباطله ونتكلم عنه بشكل واضح, لكن بشرط أن نتكلم بناء على معلومات وحقائق وليس بناءً على مجرد أقوال أو إشاعات أو ظنون لا تثبت، أو استفاضة كلام لا دليل عليه.
إذاً نحن بين أمرين: الأمر الأول: أنه ليس صحيحاً أنه دائماً نحتج بقول الرسول صلى الله عليه وسلم: {ما بال أقوام} هذا بالنسبة لمنكر لا يدرى من فعله, لكن واحد يأتيني مثلاً يتكلم في جهاز عام أو في صحيفة يطبع منها مائة وعشرين ألفاً وتوزع على الناس, ويتكلم بكلام ينقض عرى الإيمان عروة عروة, أو يهدم العقيدة من أساسها، أو ينال من العلماء أو طلبة العلم أو المشايخ أو الدعوة إلى الله عز وجل, أو يشهر منكر من المنكرات, وأقول لا أصرح به! , لا هذا لا ليس له كرامة, هذا يفضح على رؤوس الملأ باسمه ورسمه وشكله, ما دام هناك وثائق تدينه, هذا جانب.
وقد كان السلف رضي الله عنهم يتكلمون عن أصحاب المنكرات والبدع بأسمائهم, ولو رجعت إلى كتب الجرح والتعديل مثلاً لوجدت أنهم يقولون: فلان كذاب, فلان وضاع لا يقبل له حديث, وفلان فيه كذا , وفلان هالك, وفلان متروك, وفلان كذا، وفلان كذا , ما منعهم الورع من هذا, ولو رجعت إلى كتب المقالات والملل والعقائد لوجدت أن العلماء يقولون: فلان جهمي, وفلان رافضي, وفلان قدري, وفلان مرجئ, وفلان من الخوارج, وفلان فيه كذا , وقد يتكلمون عن كتبهم ومؤلفاتهم ومصنفاتهم.
ليس صحيحاً أن تترك الأمة بدون هذه ولا دليل ولا إرشاد, يذهب بها العلمانيون وأعداء الدين, والمنحرفون عن الصراط المستقيم كل مذهب, ونحن نظل نقول: لا تتكلم عنهم, لا، بل تكلّم عنهم واذكرهم بأسمائهم، لكن الشرط الذي لا يمكن التنازل عنه بحال, أنه إياك إياك أن تتسرع في الوقيعة في شخص وأنت لا تجد الأدلة الكافية, إذا تجمعت لديك وثائق وأدلة وحقائق وأوراق وأشياء بخطه أو بلفظه أو بنصه أو بكتابته في جريدة أو مقال أو كتاب أو شريط اجمع هذه الأشياء, والأمة اليوم أحوج ما تكون إلى أن تعرف من هو عدوها ومن هو صديقها.
وكم من عدو أصبح بثياب الصديق الآن, تلبس لبوس الأصدقاء, وتظاهر بمظهر الحدب!!.
واحسرتاه لقوم غرهم قرم سعى إليهم بجلد المنقذ الحدب حتى إذا أمكنته فرصة برزت حمر المخالب بين الشك والعجب وحارب الدين والإسلام قاهره وكم خلا مثله في سالف الحقب وأعمل الناب لا شرع ولا خلق في الجسم والنفس والأعراض والنشب كم من مثل هؤلاء الذين يتظاهون بالعروبة وبالدين والصلاح والورع والوطنية وهم ضد ذلك, يجب أن تعرف الأمة عدوها من صديقها, لكن يكون ذلك من خلال الوثائق، ثم إذا وجدت وثائق تدين فلان أو علان لا تبالغ تحمل الكلام ما لا يحتمل أو تعطيه أكبر من حجمه, ضعه في الإطار الطبيعي حتى يقول الناس: صدق, لا تدع فرصة لأن يقول أحد: إنك بالغت, أو حملت الأمر أكبر من حجمه أو جعلت من الحبة قبة! لا, نحن نريد أن يخرج الناس وهم يقولون: صدق فلان, هذا هو الحق, وهذا ما يجب أن يسلكه الدعاة إلى الله عز وجل.