Q ما حكم من يحسن أخلاقه مع الناس دون أهله؟
صلى الله عليه وسلم هذا من أخطر الأشياء التي يقع فيها بعض الشباب, فأنت تجده مع الناس كالريح الهادئة, كالهواء العليل حين يدخل في النفوس ويحبه الجميع، أخلاقه طيبة, كلماته هادئة, وديع، خدوم صبور مبتسم, أما مع أهله فهو ينقلب إلى وحش ضار، أو إمبراطور يأمر وينهى في البيت؛ فهو على أمه وأبيه، وعلى زوجته وعلى أطفاله شديد عسر، وهذا خلاف ما أمر الله به ورسوله صلى الله عليه وسلم, فإن الأهل والأقارب أحق ببر الإنسان أدناه فأدناه، وقرابته وأهل بيته أحق بحسن صحبته, وحسن خلقه, وطيب كلامه, ولين حديثه, وعليه أن يستغفر الله تعالى, وألاَّ يتعمل ويتزين للناس بحسن الخلق, ويكون مع أهله على النقيض من ذلك.