قصة اختراع

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه، ونصلي ونسلم على عبده ورسوله، نبينا محمد وعلى آله وأصحابه وأتباعه إلى يوم الدين.

أما بعد، فالسلام عليكم جميعاً ورحمة الله وبركاته.

مع هذا الدرس التاسع والخمسين، من سلسلة الدروس العلمية العامة في الجامع الكبير ببريدة، في هذه الليلة المباركة -إن شاء الله- ليلة الإثنين، التاسع من ذي القعدة من سنة 1412هـ (قصة مكالمة هاتفية) .

إنها ليست قصة واحدة فقط؛ بل هي قصص كثيرة، ولن تفهم هذه القصة إلا إذا أعرتني من وقتك واهتمامك، ما يكفل سماعك هذا المجلس حتى نهايته.

أولها: قصة اختراع: فقد كان أول تليفون يعمل بصورة مُرضية في سنة 1876م، أي: قبل ما يزيد على مائة وخمسة عشر عاماً وهو من اختراع مهندس يدعى: إلكسندر جرهام بل، ولكن توصيله كان ضعيفاً، ولذلك أجرى عليه رجل آخر اسمه: توماس أديسون تعديلاً مهماً، أعطى إشارات كهربائية أقوى بكثير، ثم شملت التطورات الإرسال اللاسلكي وغيره، وأصبحت كيابل التليفون تمتد آلاف الكيلومترات؛ بل أصبح مركز التبادل الذي يسمى بالسنترال يتضمن مفاتيح إلكترونية معقدة، لتسهيل الترحيل الذاتي للرسائل الصوتية المختلفة والكثيرة.

وعموماً: فقد شهد العالم في النصف الثاني من هذا القرن، ثورة في مجال الاتصالات السلكية واللاسلكية، وساهم هذا الإنجاز في تحقيق القفزات الحضارية الهائلة، وتيسير سُبل الاتصال، فأصبح بمقدور الإنسان التفاهم مع إنسان آخر، في أي مكان من الأرض، وتبادل الحديث، وعقد الصفقات التجارية والسياسية في بضع دقائق، دون أن يتجشم عناء السفر؛ بل أصبح بإمكان مجموعة أن يعقدوا اجتماعاً مشتركاً فيما بينهم، ويتبادلوا الرأي، وينتهوا على عقد اتفاقية مشتركة مكتوبة؛ بل يقومون جميعاً بالتوقيع عليها في آن واحد، ثمة عدد من التعليقات على هذه المعلومات:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015