أحداث البوسنة والهرسك

Q تقول: أرجو منك إلقاء كلمة للنساء عن أحداث البوسنة والهرسك، فهن لا يزلن كما كن يتحدثن عن الموضة، وعن اللبس، وعن الأثاث الفاخر لم تتغير الأفكار وتتجه إلى المسلمين، وماذا يعانون؟

صلى الله عليه وسلم أولاً: أحداث المسلمين الآن أصبحت -مع الأسف الشديد- يهتم بها الكفار أكثر مما يهتم بها المسلمون أنفسهم -فمثلاً- الإغاثة وهيئات الإغاثة العالمية، وخاصة الهيئات التنصيرية تبذل جهوداً مضاعفة في هذا المجال، وأنا متأكد لو أننا نجحنا في إصلاح الصورة إلى المرأة المسلمة لأصبح تأثرها أكبر وأكبر، فالمرأة ذات جانب عاطفي قوي، ولو رأت المرأة أختها المسلمة في البوسنة والهرسك وهي تغطي وجهها بطرف ثوبها وتداري دموعاً تنهل عن عينيها، أو أنها تصدر بوجهها عن المصورين بأن لا يصوروا تلك القسمات الحزينة الباكية المتفجرة لأصابها من ذلك هم وغم شديد، ولو رأت أختها المسلمة وهي في يد هؤلاء الصرب كالأمة الذليلة التي هيمن عليها عدوها وأصبح يسومها ألوان الذل والهوان، ويقودها مطأطئة الرأس إلى تلك المعسكرات التي تعاني فيها كل أنواع الذل، ولو رأت أولئك الأبرياء الذين يحملون وبعضهم ما زالت الرضاعة في فمه؛ يحملون إلى إيطاليا أو إلى روما أو إلى فرنسا أو إلى غيرها على متن طائرة -أحياناً- يحمل (140) أو أكثر من هذا العدد، أطفال أبرياء لا يدرون إلى أين هم ذاهبون، ولا يدرون أين آباؤهم، ولا أين أمهاتهم، ولا من أين خرجوا، ولا يعرفون من الأمر شيئاً، أعتقد أن الإنسان الذي قلبه من حجر لا بد أن يتفجر ويتأثر، والله نحن لاحظنا هذا يبدو جلياً حتى على هؤلاء الناس الذين ليس لهم علاقة، ولا اهتمام بقضايا المسلمين، فلا بد إذا من إثارة القضية ومحادثة النساء بها، ولا بأس أن تقوم بعض الأخوات بجمع تلك الأخبار المؤثرة ونقلها إلى النساء في مجالسهن، وسوف تحدث لهن تأثير كبيراً.

هذا من جانب، أيضاً نحن لا نريد مجرد التأثر، بل نريد أن يتبع هذا التأثر نوع من العمل، ومن العمل: الدعاء لهؤلاء المسلمين المستضعفين، ومنه أيضاً المشاركة ولو ببعض التبرعات التي تجمعها النساء، فتتصدق المرأة ولو ببعض حليها، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم {يا معشر النساء تصدقن ولو من حليكن} حتى أن تتخلى المرأة عن بعض حليها وبعض مصاغها لهؤلاء المسلمين، وهي ترجو أن يكون هذا سبباً ليكون وقاية لها من عذاب الله عز وجل، بل وحتى يكون سبباً في توفيقها في هذه الدنيا، وفي حياتها الزوجية، وفي مسيرتها الاجتماعية، مع ذلك ينبغي أن تعلم المرأة أنه حينما نطرح هذه الأمور لانطالبها، بأن تتخلى عن أنوثتها وأن تتخلى عن اهتمامها بنفسها، تجملها لزوجها، والقدر المعقول من ذلك، فعلى كل حال لا تلام عليه المرأة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015