ثم تنتقل إلى العراق، فتجد أن شعباً بأكمله يحتضر:- شعبُُ برمته في العري يحتضرُ كانوا بأوطانهم كالناس وانتبهوا فما هم من وجود الناس إن ذكروا مشردون بلا تيهٍ فلو طلبوا تجدد التيه في الآفاق ما قدروا يلقى الشريد فجاج الأرض واسعةً لكنهم بمدى أنفاسهم حشروا لا طعام، لا شراب، لا علم، لا عمل، حتى الأنفاس! وهناك حصار غريب، الحصار الدولي الذي يمنع عنهم الطعام، والشراب، والإغاثات الإنسانية وكل شيء، وإضافةً إلى ذلك، الحصار الداخلي من حكومتهم العلمانية الكافرة، التي تحسب عليهم الأنفاس، وتُصادر حرياتهم، وأديانهم! بل استطاعت تحويل العراق إلى حظيرةٍ لا يستطيع أحدُُ أن يفعل فيها إلا ما تريده السلطة، وأصبح الكثيرون، يتاجرون بكل شيء، بحثاً عن الحياة.
ثم لو نظرت إلى ما لم أذكر من هذا الجسد الإسلامي المضخم بالجراح، لوجدت أن في كل بلدٍ مصيبة، وفي كل منطقة كارثة، وفي كل ناحية نكبة، فالأمر أعظم من أن يتحدث عنه الإنسان لكن هذه نماذج، ولو نظرت -مثلاً- إلى الجمهوريات الإسلامية في الاتحاد السوفيتي، التي خرجت لتوها من جحيم الشيوعية، لوجدت أنه في الوقت الذي تمتعت فيه، الجمهوريات الأخرى بحريتها، وقطعت مراحل طويلة في تحسين أوضاعها الإعلامية، والاقتصادية، والسياسية؛ أما الجمهوريات الإسلامية بالذات فلا زال الغرب والشرق يتحالفان على خنق أنفاسها وكتمها، والدول التي بقيت فيها الشيوعية قوية، هي الجمهوريات الإسلامية فقط.