Q كثير من الأخوات الداعيات قصرن أعمالهن للدعوة بعد زواجهن بحجة أن واجبها نحو منزلها هو بالدرجة الأولى في حين إمكان التوفيق بين المنزل والدعوة فلو بينت ذلك؟
صلى الله عليه وسلم عملها في المنزل ومع زوجها ينبغي أن تشعر أنه جزء من الدعوة، فيجب أن تشعر به وهي تدعو زوجها، وإن كان زوجها داعية تيسر له الجو المناسب لاستمراره بالدعوة هذا جزء من عملها.
ثانياً: نعم نشاهد أن هناك عدداً غير قليل من الفتيات يعتبر زواجها هو الحلقة الأخيرة من سلسلة نشاطها الدعوي، ونستطيع أن نقول: إن فلانة انتقلت إلى بيت زوجها -رحمها الله- فانتهى بذلك عملها، وكل شيء يتعلق بماضيها، وكل ما أصبحت تملكه مجرد ذكريات حلوه ترددها بين الحين والآخر وهذا لا يكفي: إن الفتى من يقول هأنذا ليس الفتى من يقول كان أبي ولا ينبغي أن تكون الفتاة (كنتية) تتلذذ فقط بترديد ذكريات سابقة، بل ينبغي أن يكون حاضرها خير من ماضيها، ومستقبلها خيراً من حاضرها.
ثالثاًً: ينبغي للأخت الداعية أن تختار زوجاً مناسباً لها أي: تختار الزوج المناسب الذي ترى أن طبيعته ملائمة لطبيعتها كداعية، فمثلاً: إذا كانت الأخت الداعية اختارت أو وافقت على رجل هو الآخر تعلم أنه مشغول بالدعوة إلى أذنيه، تعتقد الصورة هنا ليست ناضجة تماماً وهذه تواجه مشكلة فعلاً, فهذا الرجل لا يستطيع أن يذهب بها إلى مجالات الدعوة، وهو نفسه مشغول، وبحاجة إلى توفير جو مناسب له في البيت، فستجد نفسها هي مضطرة إلى أن تتنازل عن دعوتها؛ من أجل أن يستمر هو في دعوته، لكن لو أنها قبلت بشاب مستقيم صالح وطيب ويمكن أن يساعدها هو؛ بل يمكن أن يكيف هو نشاطاته معها -وأعرف نماذج من هذا القبيل طيبه جداً- فإن هذا من أهم الوسائل التي تجعل الفتاة تستمر في أعمالها الدعوية، ومع ذلك هذا نوع من الجهاد في التوفيق بين الواجبات، فالواجبات كبيرة -لا شك- وأكبر من إمكانيات الإنسان فيسعى الإنسان للتوفيق بينها، وكما قال الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه البخاري: {سددوا وقاربوا} .