Q بعض النساء وبالذات المراهقات يشكون مما يسمينه بالطفش لسبب عدم الخروج للتمشية أو السوق أو غيره، وأنت تعلم المنكر في هذا كله، فكيف نقنعهن بالعزوف عن ذلك أفيدونا؟
صلى الله عليه وسلم هذه القضية أصلاً بالدرجة الأولى هي قضية فراغ، فالفتاة إذا شعرت بالفراغ وأنها تظل أربعة وعشرين ساعة ليس لها عمل تؤديه في المنزل بالتأكيد سوف تشعر بما عبرت عنه الأخت (بالطفش) وأنها بحاجة إلى أن تخرج السوق أو إلى غيره للتمشية هذا جانب، فإذا استطعنا أن نملأ وقت الأخت بالنافع المفيد من الكتب، من الأشرطة، من النشاطات، من الاتصالات، من الأعمال فسوف تجد الراحة؛ حتى في استغلال مواهب الفتيات فقد تكون هذه الفتاة عندها موهبة الخط، وأخرى عندها موهبة الرسم، وثالثه ورابعة عندهن مواهب معينة؛ فنحاول أن نغرقهن في الاستفادة من هذه المواهب وتحريكها، يمكن أن تأتي بالخير الكثير عليهن هن، وعلى بعض النشاطات الإسلامية على صورة المتدينات في المجتمع، فإذا استطعنا أن نملأ وقت فراغهن فسوف يزول هذا أو على الأقل يخف.
أمر آخر: ينبغي أن يكون هناك قدر من إعطاء الفتاة شيئاً من الفسحة بما لا يتنافى مع حفظ وقتها ولا مع أخلاقها، فيذهب بها -مثلاً- أبوها أو أخوها أو زوجها في جو من الحشمة، وبعيداً من المنكرات، وفي حالة أنه رأى شيئاً من عدم الحشمة أو رأى شيئاً يعيب لا يسكت بل يعيب ويبين أن هذا عيب أو هذا خطأ، فإذا وقف على مشهد غير جيد تحدث أن مثل هذا الأمر: ما هي عواقبه، وما هي نتائجه، حتى تأخذ هي العبرة من غيرها، والسعيد من وعظ بغيره.
وأيضاً التربية لها دور كبير: فالمرأة إذا اعتادت على كثرة الخروج من المنزل أصبح المنزل بالنسبة لها كالسجن، تشعر بأنها مكبلة فيه حتى تخرج؛ لكن إذا كانت معتادة أن تظل في المنزل وقتاً طويلاً لم تشعر بأي كلفة أو مشقة في ذلك.