لو نظرت -مثلاً- إلى مصر، لوجدت أن الأمر كما تقول وكالة الأنباء الفرنسية، أشبه ما يكون بحرب أهلية مصغرة في أسيوط وفي الصعيد كلها، وهى حرب بين أجهزة الأمن التي جندت ما يزيد على خمسين ألف عنصر، حرباً لا أقول ضد ما يسمونه: بالتطرف، ولا ضد الجماعات الإسلامية بل ضد سكان تلك المناطق والمدن والقرى الذين هم في الغالب متدينون، ومسلمون، ومتعاطفون مع الإسلام، ومع طلبة العلم، والمشايخ ومع الجماعات الإسلامية، وقد أخذت أجهزة الأمن في مصر، إذناً بأن تطلق النار على كل من تشتبه فيه، فأصبحت تقتل الشباب في الشوارع.
وطالما دميت قلوبنا ونحن نسمع في وكالات الأنباء الغربية، أن أجهزة الأمن تطلق عيارات نارية على شباب في سن السادسة عشرة، والسابعة عشرة في الشوارع، فترديهم قتلى، وما أسهل أن تقول أجهزة الأمن: إن هؤلاء الناس منتسبون إلى جماعات إسلامية، أو متطرفون، أو أنهم قاموا بأعمال تخريبية، والعجيب في الأمر أن هذه الأجهزة لا حسيب عليها، ولا رقيب! تتساءل: ماذا صنع المسلمون؟ أين الاحتجاجات من الجمعيات الإسلامية؟! أين الاحتجاجات من العلماء في هذا البلد أو في غيره؟! أين الاحتجاجات من الدعاة؟! نعم صدرت -مع الأسف- من منظمة أمريكية غربية نصرانية اسمها: منظمة ميدل إيست، وهي إحدى المنظمات المعنية بحقوق الإنسان ومقرها في نيويورك، حيث أصدرت بياناً تندد فيه بالأوضاع المأساوية التي آلت إليها حقوق الإنسان في مصر، وتقول: إن أجهزة الأمن المصرية تزج بكل المعارضين في السجون، دون محاسبة ولا محاكمة، ولا تحقيق، ولا تحري، وأن الأوضاع في داخل السجون أوضاع صعبة، وأن مصر تنكر ذلك، ولهذا تشعر بأنها غير مطالبه بأي تغيير، وطالبت تلك المنظمة، الدول الغربية أمريكا وغيرها بأن لا تعطي مصر أي مساعدة إنسانية، إلا وتكون مساعدة مشروطة بتحسين أوضاع حقوق الإنسان في مصر، فإلى الله المشتكى!