تشجيع النشاطات النسائية الدعوية

والقضية الثانية: أننا نحتفل احتفالاً كبيراً بمثل هذه الأنشطة الإسلامية التي تقوم عليها الأخوات، ويعلم الله أننا نشعر بفرحة غامرة لا نشعر بها حينما نسمع عن النشاط في أوساط الرجال، وذلك؛ لأنه ربما تعودنا أن نسمع وجود نشاطات للشباب الصالحين، لكن ليس بنفس المستوى أن نسمع عن النشاطات التي تقوم بها الفتيات المؤمنات الدينات الداعيات، فحين يسمع الإنسان بنشاط تقوم عليه الأخت المسلمة يشعر بفرحة غامرة وغير محدودة، خاصة ونحن نرى أن هذه النشاطات الكبيرة تتم في وسط ذلك الجو الذي نعيش فيه، وهو جو مشحون بجهود أعداء الإسلام من الرجال والنساء، والذين يركزون على المرأة ويولونها عناية خاصة؛ لأنهم يدركون أن هذه المرأة لو انحرفت أو ضلت فإنه يصعب على المجتمع جداً أن يصلح أو يستقيم، وكما قال الشاعر وهو يخاطب المرأة: أيها الحسنا كفى من دلالك واسمعي النصح يجنبك المهالك ذلك الأمر الذي آثرته رجعة للغاب لو تدرين ذلك خلفه أيدي الكواهين التي لا يروي غلها غير اغتيالك قد درت أنك معيار القوى فإذا اختل هوى الخزى بآلك وقديماً يئسوا من قهرنا حينما أعياهم لمح خيالك يقول: في الماضي يئسوا منا لأنهم عرفوا أنهم لا يستطيعون الوصول إلى المرأة، أما اليوم فهم يعرفون أنهم إن استطاعوا أن يسيطروا على المرأة ويؤثرون فيها استطاعوا أن يجعلوا المجتمع المسلم كله يسير إلى هاوية الانحراف، ففي وسط هذا الجو المشحون بجهود المستعربين، والمستعربات، والفاسقين، والفاسقات، وفى وسط الجو المليء بالمغريات والتي تشكل المرأة أبرز أعمدتها؛ حتى استطاع العدو أن يسخر صورة المرأة للإثارة في كل مجال في المجلة، في التلفاز، في الفيديو، في الإعلان، حتى في المتجر، في الطائرة إلى غير ذلك، وهو ينظر حينئذٍ إلى المرأة جسداً بلا روح، فيتعامل مع جسدها، ومع إغرائها، ومع فتنتها، ولا يتعامل مع إنسانيتها، ومع عقلها، ومع تكليفها، ومع دورها في صيانة المجتمع، إنما يتعامل معها كوسيلة من وسائل الإغراء لا غير؛ فحطم بذلك المرأة أولاً، وبالمرأة حطم الرجل ثانياً.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015