Q هذا يسأل عن أخبار الجهاد الأفغاني، وما يحدث من فرقة بين الفصائل والمجاهدين؟
صلى الله عليه وسلم نعم هناك فرقة بين فصائل المجاهدين، وبالذات بين الحكومة من جهة، ممثلة بالدرجة الأولى بالجمعية الإسلامية رباني وأحمد شاه مسعود، ومن طرف آخر الحزب الإسلامي حكمتيار، ولعل دور المليشيات واضحٌ جداً في تأجيج نار الخلاف، لأن هناك نوعٌ من التحالف بين المليشيات، وبين الجمعية الإسلامية، وهناك اختلافٌ في طريقة حل هذه المشكلة، فـ حكمتيار يرى أنه لا بد من حلها وحسمها بصورةٍ واضحة، بأن يخرجوا بالقوة إذا لم يخرجوا بالموافقة والطوع والرضا.
أما الجمعية فترى أن هؤلاء غالبيتهم من الجهال، الذين يمكن تعليمهم والاستفادة منهم، ويمكن إبعاد بعضهم على المدى الطويل، دون أن نضطر إلى مواجهة صريحة ومباشرة معهم، والأمر لا شك يتطلب مزيداً من الجهد والتأمل والنظر والمدارسة.
والمشكلة أنني أعتقد أنه لا يملك أحد من الطرفين حسم المعركة لصالحه، فلو وجدت المعركة بينهم -وأسأل الله أن لا يكون ذلك- فلا أعتقد أن الحكومة تستطيع أن تحسم الأمر ضد الحزب الإسلامي، ولا الحزب الإسلامي يستطيع أن يحسمه ضد الحكومة، بل ستكون حرب استنزافية قد يطول أمدها ولا يخرج منها بطائل.