كلمة التوحيد هي دعوة الأنبياء

وسنقف -أولاً- عند الشق الأول من الشهادة، وهو: (شهادة أن لا إله إلا الله) وهذه الكلمة لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم هو أول من دعا إليها؛ بل قد دعا إليها قبله جميع الأنبياء والمرسلين، يقول الله عز وجل: {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ} [النحل:36] ويقول سبحانه: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ} [الأنبياء:25] ويقول سبحانه على لسان كثير من أنبيائه -أن الواحد منهم كان يقول لقومه-: {اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ} [الأعراف:59] أو يقول: {أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ} [الأحقاف:21] .

إذاً: فهذه الدعوة هي دعوة جميع الأنبياء والمرسلين، وقد روى البخاري ومسلم في صحيحيهما عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: {نحن معاشر الأنبياء إخوة لعَلَّات، أمهاتهم شتى ودينهم واحد} أي: أن الأنبياء بمثابة الإخوة من الأب، فأبوهم واحد وأمهاتهم مختلفة، وهكذا الأنبياء عليهم الصلاة والسلام؛ شرائعهم متعددة، فكثير من الأنبياء جاءوا بشرائع في الأحكام والمعاملات، تختلف عما جاء به الأنبياء قبلهم.

أما العقيدة والتوحيد -وهو الذي جاءوا به جميعاً- فإنه لا يتغير بين نبيٍ وآخر فكل نبي يدعو إلى الدعوة نفسها التي دعا إليها النبي قبله صلى الله عليهم جميعاً وسلم.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015