إجابة دعاء الأنبياء

أ/ إجابة دعوة موسى وهارون على فرعون: هذا موسى وهارون يدعوان الله عز وجل على فرعون وقومه: {وَقَالَ مُوسَى رَبَّنَا إِنَّكَ آتَيْتَ فِرْعَوْنَ وَمَلَأَهُ زِينَةً وَأَمْوَالاً فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا رَبَّنَا لِيُضِلُّوا عَنْ سَبِيلِكَ رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَلا يُؤْمِنُوا حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيم) َ) [يونس:88] .

قال الله عز وجل: ((قَالَ قَدْ أُجِيبَتْ دَعْوَتُكُمَا} [يونس:89] وهذا موسى يدعو مرة أخرى بأن يجعل الله له وزيراً من أهله: {وَاجْعَلْ لِي وَزِيراً مِنْ أَهْلِي * هَارُونَ أَخِي * اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي * وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي} [طه:29-32] قال الله عز وجل في آخر الآيات: {قَالَ قَدْ أُوتِيتَ سُؤْلَكَ يَا مُوسَى} [طه:36] .

ب/ الإجابة ليونس عليه السلام: وهذا يونس عليه الصلاة والسلام، يخرج من البلد الذي أرسل إليه غاضباً عليهم، إذ لم يجيبوا دعوته، فيركب في السفينة، فيأذن الله عز وجل فتتحرك الرياح والعواصف، فتهز السفينة يمنة ويسرة، فيساهمون ليلقوا في البحر بعض من في هذه السفينة، فتقع القرعة على يونس مرة ومرتين وثلاث، فيلقون به في البحر فيلتقمه الحوت، فيقول الله عز وجل: {فَلَوْلا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ * لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ} [الصافات:143-144] وقال أيضاً: {فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ * فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ} [الأنبياء:87-88] .

ج/ الإجابة لمحمد صلى الله عليه وسلم: وهذا محمد صلى الله عليه وسلم يدعو الله عز وجل، فيجيبه الله تبارك وتعالى، يدعو الله على أعدائه الذين آذوه، بينما كان ساجداً في أحد الأيام في الحرم المكي قرب الكعبة، وبقربه جماعة من كفار قريش، فيقول بعضهم لبعض: أيكم يقوم إلى سلا جزور بني فلان.

فيلقيه على ظهر محمد؟ فيقوم عقبة بن أبي معيط، فيأخذ السلا فيلقيه على ظهر النبي صلى الله عليه وسلم، فيظل عليه الصلاة والسلام ساجداً لا ينهض، حتى تأتي ابنته فتأخذ السلا عن ظهره وهي تبكي، ثم تقبل على المشركين تسبهم، فيقوم النبي صلى الله عليه وسلم، فيقف قرب الكعبة ويرفع يديه ويقول: {اللهم عليك بقريش، اللهم عليك بقريش، اللهم عليك بقريش، اللهم عليك بـ أبي جهل، اللهم عليك بـ عقبة بن أبي معيط، اللهم عليك بفلان، اللهم عليك بفلان، ويعد سبعة من صناديد المشركين} كما في صحيح البخاري ومسلم، قال ابن مسعود: {فوالله لقد رأيتهم صرعى يوم بدر، ثم سحبوا إلى قليب بدر فألقوا فيها بعد أن انتفخت جثثهم، وأتبع أصحاب القليب لعنة} .

ويدعو صلى الله عليه وسلم على غيرهم، فيجيبه الله تعالى فيهم، ويدعو لبعض الناس فيجيب الله تعالى دعوته لهم: {اللهم أعز الإسلام بأحد العمرين، بـ أبي جهل أو بـ عمر بن الخطاب} وما هي إلا ساعات قلائل، حتى يقبل عمر على النبي صلى الله عليه وسلم، وقد لان قلبه للإسلام، فيقرأ عليه النبي صلى الله عليه وسلم القرآن، فيبكي ويسلم ويجيب الله تعالى فيه دعاء نبيه عليه الصلاة والسلام.

ويدعو مرة أخرى لـ ابن عباس، حين قرب له وضوءه وطهوره، فيقول النبي صلى الله عليه وسلم: {من فعل هذا؟ قالوا: ابن عباس يا رسول الله.

قال النبي صلى الله عليه وسلم: اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل} فكان ابن عباس حبر الأمة وترجمان القرآن، وكان الناس يشدون إليه الأسفار، ويضربون إليه أكباد الإبل يتلقون عنه علم التفسير ومعرفة التنزيل.

ودعا النبي صلى الله عليه وسلم لـ أنس بن مالك خادمه: بأن يطيل الله عز وجل عمره، ويكثر ماله وولده، فطال عمره حتى كان من آخر الصحابة موتاً، وكثر ماله حتى امتلأت به أودية المدينة وكانت له بساتين في العراق وغيرها تغل في السنة مرتين، وكثر أولاده وأولاد أولاده؛ حتى إنه رأى بعينة قبل أن يموت ما يزيد على مائة من ولده وولد ولده.

ودعا صلى الله عليه وسلم لغيرهم فأجاب الله تعالى دعاءه فيهم.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015