معاناة الخيرين

أما معاناة الخيرين فهي معاناة خاصة, وهي أجر ومثوبة, وهو تكليف وواجب, ولقد عانى في الطريق كل صالح وكل خير, طريق شاق ومتعب, وطريق مضنٍ، بل العجيب! أن رواد الحق، ودعاة الباطل، حتى في طريقهم إلى مبادئهم يضحون, هذا يضحي وذاك يضحي، سجن ابن تيمية وسجن لينين , كل من أجل مبدئه، وقتل أبو جهل وقتل حمزة كل من أجل مبدئه, وجلد أحمد وجلد كارل ماركس في بلجيكا, كل من أجل مبدأه: {وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ} [الشعراء:227] طريق ناح فيه نوح، وذبح فيه الذبيح, واغتيل زكريا, وضُرِّج عمر بدمه في المحراب, وذبح عثمان , وفصل رأس علي , وجلدت ظهور الأئمة؛ ولكن: جزى الله الطريق إليك خيرا ولو أنا تعبنا في الطريق فكم بتنا على الأجهاد يوماً نراعي النجم من أجل الصديق إنها طريقة ولكنها أجر ومثوبة, نوح يصارع الطوفان, وإبراهيم -عليه السلام- يحارب بالنار, وموسى يفتن فتونا, ورسولنا عليه الصلاة والسلام يتلقى الكربات.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015