الهدف الثالث

ضرب الصحوة الإسلامية، ويتم ذلك بأمور:- أولاً: لا شك أن ما جرى في الكويت، هو ضربة عنيفة لنشاطات إسلامية كبيرة، وقد علم الناس في كل مكان أن الجمعيات والنشاطات الإسلامية والمشاريع الخيرية، في أوروبا وأمريكا وأفريقيا وآسيا تدعم من بلاد الخليج كلها، وأن الكويت من أكثر بلاد الخليج نشاطاً في هذا المجال، حتى أن أموال دول خليجية أخرى تمر عبر جمعيات إسلامية في الكويت، كجمعية الإصلاح، وجمعية إحياء التراث، والهيئة الخيرية، ولجان المناصرة، وحيثما انتقلت في أي بلد من بلاد العالم؛ تجد جهود هؤلاء الخيرين ومشاركاتهم، فهي الآن أصبحت لا تجد الدعم الذي كانت تجده بالأمس، وبذلك تقلص النشاط الإسلامي إلى حد بعيد.

الأمر الثانى: من مظاهر احتواء الصحوة الإسلامية والقضاء عليها: هو احتواء المشاعر الإسلامية في الخليج وغيره بطريقة ذكية مخططة.

فقد رأينا كيف يستغل صدام البعثي، فيستخدم الأساليب الدينية لإثارة مشاعر الشباب، فيهز عواطف السذج في كل مكان، وتتعلق كثير من نفوس المغفلين به، وتظن أن الخلاص على يديه، حتى أصبحنا -بكل أسف- نجد المؤيدين له، ليسوا فقط من البعثيين أو من القوميين، بل ربما تجد من بعض المنتسبين إلى الصحوة الإسلامية وبعض رواد المساجد؛ من ينطلقون بالهتاف لهذا البطل المصنوع، الذي هو عبارة عن بالون منفوخ لا حقيقة له، لكن صنعوا منه بطلاً وليس كذلك.

وقد تخوض هذه الجموع الساذجة المغفلة، قد تخوض حرباً معه لا تدري ما نهايتها، ولا تدري ما هي أهدافها، وما أسرع ما نسيت الجماهير المسلمة أفعاله الشنيعة البشعة في العراق! بتدمير المسلمين والقضاء عليهم، وهدم المساجد على رءوس أهلها، وحرب الدعوة الإسلامية، وتشريد الدعاة، بل ما أسرع ما نسيت قتله لجموع غفيرة من المسلمين الأكراد في ما يسمى بمدينة حلبجة! حيث قتلهم بما يسمى بالأسلحة الكيماوية، ومات منهم -حسب بعض التقديرات-، ما يزيد على عشرين ألفاً، بضربة قاسية وجهها إليهم، وهو لا يرحم ولا يألو في مؤمن إلاً ولا ذمة، وكيف يرحم هؤلاء، وهو يقتل أقرب الناس إليه في سبيل الحفاظ على مصالحه وطموحاته الشخصية؟! ما أسرع ما نسي الناس ذلك كله، أمام هذه العواطف الخادعة والأمل الكاذب! وقد يواجه هؤلاء الشباب الذين يهتفون له، قد يواجهون في حروبهم شباباً مثلهم ينطلقون لمواجهة هذا السيل الكاسح، الذي هو في حقيقته وأهدافه سيل بعثي، يطمح إلى توحيد عددٍ من البلاد العربية المهمة، تحت راية حزب البعث الاشتراكي القومي المعروف.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015