الهدف الرابع

من المعروف أن قوة العراق ليست ملكاً لرئيسه أو لغيره، فالأشخاص يذهبون ويجيئون، وهذه الأمة أمة معطاة، لابد أن يوجد فيها اليوم أو غداً من يحمل الراية، ولذلك فإن مما يزعج الغرب -بكل حال- أن يوجد بلد إسلامي فيه قوة عسكرية، سواءً من حيث العدد، أو من حيث السلاح، أو من حيث التصنيع؛ لأن هذه القوة ليست رهناً بوجود حاكم معين، فهذا الحاكم قد يذهب، ولذلك فإننى أعتقد أن الغرب يسعى إلى القضاء على هذه القوة التي خرج بها العراق، بعد ثماني سنوات من الحرب مع إيران، فقد خرج بما يزيد على مليون مقاتل، وأسلحة قوية متطورة، وقدرة تصنيعية وخبرة طويلة، فلابد من القضاء على هذه القوة التي تهدد إسرائيل وتهدد الغرب، وقد تكون سبباً في طموحات معينة لمن يقود ذلك البلد، ولسنا نشك أن صداماً أو غيره، أنه هو يسير في ركاب الغرب أو الشرق، ولا يمكن أن يضرب مصالحهم، ولكننا -كما أسلفت- إن هذه القوة لسنا نعتقد أنها ملك له، بل هي ملك للأمة، وقد يذهب فلان ويجيء غيره، فالناس يذهبون ويجيئون، وهذا الأمر يمكن أن يتم بأحد أمور: إما بافتعال معركة بين العراق وإسرائيل، بحيث أن إسرائيل تضرب المواقع الحساسة في العراق وتدمر قوته كما فعلت في مصر، وهذا محتمل، وإما عن طريق تشجيع تحريك الوضع الداخلى لتغير القيادات وتغيرالوجوه، وإما عن طريق أمر ثالث الله تبارك وتعالى أعلم به.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015