أيها الإخوة {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} [الزمر:53] .
يقول صلى الله عليه وسلم كما في حديث أبي موسى الأشعري: {إن الله يبسط يديه بالليل ليتوب مسيء النهار ويبسط يديه بالنهار ليتوب مسيء الليل حتى تطلع الشمس من مغربها} رواه مسلم.
وفي حديث صفوان بن عسال أيضاً: أنه ذكر باباً للتوبة، مسيرة سبعين عاماً، لا يغلق حتى تطلع الشمس من مغربها.
وعن عبد الله بن عمر {إن الله تعالى يقبل توبة العبد ما لم يغرر} إذاً عجل يا أخي الحبيب، عجل ما دام الباب مفتوحاً، قبل أن تطلع الشمس من مغربها، وما يدريك متى تطلع الشمس من مغربها، ربما نكون في أشراط الساعة الكبرى، ونحن لا ندري ولا تقل: هذا بعيد، فنقول لك: عجل قبل أن تغرغر، قبل أن تكون الروح تتردد في حلقك، وحينئذٍ لا تقبل منك التوبة لأنك رأيت الملائكة الذين جاءوا لقبض روحك فحين، فحينئذٍ لا ينفعك الإيمان.
وعن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: {كل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون} فيا أخي الحبيب والله إني لك محب وعليك مشفق ولك ناصح، حاول أن تكون من التوابين، كلنا خطائين فمن منا التوابين؟ التائبون -أيها الإخوة، كثير ولعلي أختم هذا المجلس -وهذا الموضوع الميمون في التوبة، لعلي أختمه بهذه القصة الطريفة، التي ذكرها أحد الإخوة، وهو صاحب كتاب: العائدون إلى الله.