وفيه: أن أمر الموت يتفق على الإقرار به جميع الناس حتى المشركون، ولكن هذا لا يكفي في الإيمان بالموت، ولهذا قال النبي عليه الصلاة والسلام فيما رواه أهل السنن عن علي رضي الله عنه: {لا يؤمن عبد حتى يؤمن بأربع، وذكر منها الموت} فمعنى الإيمان بالموت هنا أمر أكثر من مجرد الإقرار بحصوله، بل يتعداه إلى معرفة أن الإنسان يحاسب بعد الموت، وينعم أو يعذب، ثم يبعث، وأن الأمر ليس تناسخاً للأرواح مثلاً -كما تزعمه طوائف من الناس- وأيضاً يكون هذا الإقرار بالموت عقيدة في قلبه تحدوه إلى العمل الصالح، وتزجره عن العمل الفاسد، فذلك كله يتحقق به الإيمان بالموت.