تفسير وبيان الظلم

خذ أمثلة تفصيلية لبعض البيان الذي جاء في السنة لكلام الله تعالى، بعد ما ذكرت أمثلة من الصلاة والزكاة والصوم والحج وغيره.

يقول الله عز وجل: {الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ} [الأنعام:82] فقد وعد الله المؤمنين الذين لم يخلطوا إيمانهم بشيء من الظلم؛ أن لهم الأمن يوم القيامة وهم مهتدون في الدنيا، ولو أردنا أن نأخذ الآية بمقتضى اللغة العربية البحتة فقط، لقلنا: يدخل في ذلك كل ظلم، ظلم الإنسان لنفسه، وظلم الإنسان لغيره، فمن ظلم ولو قضيباً من أراك فليس من أهل هذه الآية، لكن جاء الحديث النبوي مبيناً لمعنى هذه الآية كما في الصحيحين: {أن الصحابة لما سمعوا هذه الآية شق ذلك عليهم، وقالوا: يا رسول الله أينا لم يظلم نفسه؟ قال عليه الصلاة والسلام: إنه ليس كذلك، إنه الشرك، ألم تسمعوا ما قال العبد الصالح: إن الشرك لظلم عظيم؟!} فبين صلى الله عليه وسلم أن قوله تعالى: {وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ} [الأنعام:82] معناه: لم يخلطوا إيمانهم بشرك.

مثال آخر- وإن كان قد سبق- وهو قوله تعالى: {فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلاةِ} [النساء:101] فقد بينت السنة أن شرط الخوف غير معتبر للقصر.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015