إن الحمد الله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فهو المهتد، ومن يضلل فلن تجد له ولياً مرشداً، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
أما بعد: موعدكم هذه الليلة مع الدرس الثلاثين وفي يوم السبت ليلة الأحد (8 /جمادى الأول/ 1411هـ) وعنوانه: (جلسة على الرصيف) .
صحيح أن الجلسة على الرصيف مما لا يسوغ ولا يليق بطلبة العلم كما تحدث عن ذلك أحد الإخوة الذين كتبوا إليَّ رسالة في هذا الموضوع، لكن الحديث معروف، وعنوان هذا الدرس ملائم لموضوعه إن شاء الله تعالى.
أخي الشاب أخي الحبيب!! السلام عليك ورحمة الله وبركاته حقيقة أقول لك: إني سعيد أنني أتحدث إليك الآن، لقد مر علينا زمن كنا نرى فيه فلذات أكبادنا، في مجالسهم وأماكن سمرهم وسهرهم، فيخيل إلينا أن الحديث إلى أولئك الشباب قد يكون ضرباً من الخيال والمحال، فإذا به الآن يصبح واقعاً فالحمد لله على كل حال.
أخي الحبيب، هل نطمع أن يكون هذا اللقاء الميمون في هذه الجلسة، وفي هذه المحاضرة، سبباً في الاتصال الدائم بيننا، نستمع إليك وتستمع إلينا، ونتدارس المشكلات بروح الأخوة والمحبة، أرجو أن يكون هذا اللقاء فاتحة خير وبركة لنا ولإخواننا من الشباب، بل أقول: هل نطمع أن يتسع صدرك لرؤية إخوانك الطيبين، حين يزورونك عشر دقائق أو خمس دقائق، ليتناولوا معك فنجاناً من الشاي، أو كوباً من الماء، ويرسلوا إليك خبراً يهمك، أو يحدثوك بقصة أو يستشيروك في مشكلة، أو يقدموا لك هديةً؟! أرجو أن يتسع صدرك -أيها الشاب- لمثل أولئك الإخوة! حين يقدمون إليك بما ذكرت.
نحن واثقون -أيها الأخ الكريم- أن كرمك الفطري، لن يعتذر عما نطلبه منك.
أخي، هل رأيت المآذن دوماً تشق الفضاء؟ أخي، هل سمعت النداء يردد: الله أكبر؟ أخي، هل غسلت فؤادك يوماً بنور السماء؟ تعال معي يا حبيبي إلى روضة من ضياء.
تعال إلى حيث يدعو المنادي صباح مساء: يردد الله أكبر.