طريقة توعية المرأة المسلمة، وخطر المسلسلات الهدامة

Q الحقيقة أن المرأة في البيت لا تصل إليها الثقافة الإسلامية، والتوعية الدينية الصحيحة، بل إن المرأة غالب وقتها أمام التلفاز والمسلسلات التلفزيونية، والحقيقة أن المرأة المسلمة يخفى عليها من يخطط ضدها من خلال هذه المسلسلات، فهل من إلقاء الضوء على هذه المسألة خصوصاً؟

صلى الله عليه وسلم أولاً: أقول: إن هذا الذي ذكره السائل الكريم، هو شأن طائفة من النساء، وليس شأن النساء كلهن، فإننا نجد بحمد الله وهذه بشارة يكثر تكريرها وتردادها؛ لأن النفس تفرح وتسر بها، فهي كما يقول الشاعر: أعد ذكر نعمان لنا إن ذكره هو المسك ما كررته يتضوع إننا نجد صحوة إسلامية في أوساط النساء، كما نجد ذلك في أوساط الرجال، ونجد من فتيات العصر الحاضر من فاقت كثيراً من النساء الكبيرات سواء في الفهم، أم في العلم، أم في التحجب وعدم ظهور شيءٍ من جسدها للأجانب، أو في غير ذلك من جوانب الالتزام بالسلوك الإسلامي، وهذه والله مفخرة للأمة الإسلامية أولاً التي على رغم الضربات القاسية الموجهة إليها لم تعقم هذه الأمة، ما عقمت، بل لا زالت تخرج لنا المستقيمين الصالحين الثابتين من الرجال ومن النساء، وهو مفخرة للمرأة التي تلتزم بهذا فإنه يدعو إلى الإكبار والإعجاب، وأنت حين ترى امرأة متهتكة متبذلة، تشعر بنوع من السخرية أو عدم التقدير لها، وتحس أنك أمام إنسانٍ غير سوي، لكنك حين ترى هذه المرأة المتحجبة حجاباً إسلامياً صحيحاً، وقد غطت يديها ورجليها وأسبغت الحجاب على رأسها، ولبست ثياباً فضفاضة فإنك تحس بالإكبار والإجلال لمثل هذا النوع من النساء.

وهو أنموذج يوجد في كل بلد، ويجب أن يحتذى ويُسار على منواله، لكن لا شك أيضاً في وجود نوع من الجهل لدى كثير من النساء، بسبب ضعف الوسائل المستخدمة في إيصال الثقافة الإسلامية للمرأة، فالمرأة تقضي معظم وقتها في البيت وهذا صحيح بل هو مطلوب أصلا، ولكن يمكن أن تصل إليها أشياء كثيرة من العلم وهي في عقر دارها، وخاصة في هذا العصر فإننا نجد الكتاب الإسلامي قد انتشر بشكل كبير، وهناك كتب إسلامية كثيرة ألفت فيما يتعلق بالمرأة، وهناك الشريط الإسلامي، وهناك أيضاً عددٌ من الأشرطة الإسلامية والمحاضرات المتعلقة بالمرأة، والتي يمكن سماعها.

مع أن ما تقرؤه المرأة من كتب أو ما تسمعه من أشرطه، ليس هو فقط ما يخصها أو يتحدث عنها، فهناك أشياء كثيرة تشترك فيها المرأة مع الرجل، فكل موعظة توجه للرجال، هي أيضاً مهمة بالنسبة للنساء، ولكن يجب علينا أن نسعى في نشر العلم الشرعي، وترويج الكتاب الإسلامي، والشريط الإسلامي في البيوت وبين النساء بكل وسيلة، حتى نحقق نوعاً من انتشار الوعي والثقافة الإسلامية.

أما ما يتعلق بالمسلسلات سواء أكانت في التلفزيون أم كانت عبارة عن أفلام فيديو أم غيرها، فإنني أقول إن المصيبة أيها المسلمون والمسلمات، إن المصيبة كل المصيبة أن نقع أحياناً في ورطات ندرك نحن أننا مخطئون فيها، ولا يمكن أن يوجد مسلم فيما أظن وأعتقد، يجلس يستمع لهذه المشاهد السيئة، التي ليس فيها إلا ألفاظ الحب والعشق والغرام، والتأوهات والشوق واللقاء وما أشبه ذلك، بل تزيد على ذلك إلى حد أن تصبح دعوة صريحة إلى الزنا في العديد من الحالات.

خطر الأفلام والمسلسلات الهابطة: وما أظن أن مسلماً يشاهد هذه الأشياء وهو يحس بأنه يمارس عملاً عادياً أبداً، بل يدرك أنه يتعرض لسخط الله في هذا العمل، وإذا كان يدرك ذلك أصلاً فماذا عسى الواعظين أن يقولوا؟ سيقولون له إن هذا العمل حرام، ويجلب عليك سخط الله، وقد يجر المجتمع إلى عدد من المشاكل التي لا نهاية لها، لكن هذا كله لا أظنه يخفى على أولئك القوم.

بل قد تجد بينهم من هو مستعد أن يلقي محاضرة عن أضرار هذه المسلسلات، أو عن أضرار هذه الأفلام، فالقضية قضية إرادة مهزومة، وعزيمة واهنة لم تستطع أن تقف أمام الإغراء، مع أنه إغراءٌُ بسيط.

أيها الإخوة هناك مشكلة كبيرة جداً وهي أن الإسلام حين جاء كان من أبرز القضايا التي ركز عليها: هو التفريق بين المسلم والكافر، والتمييز الكامل، ووجود الولاء والنصرة بين المؤمنين، والعداء للكافرين، ومن ذلك جاء النهي عن مشابهة المشركين حتى قال الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: {ومن تشبه بقوم فهو منهم} فاليوم أصبح العالم كله جزيرة واحدة، وأصبح ما يعرض في أحط وأردأ وأخس البيئات الغربية الكافرة التي لم تذق طعم الإيمان يوماً من دهرها، دول كافرة لم تكن مسلمة على مدى التاريخ، ولا عرفت الطهر والعفاف، هذا الشيء الذي يعرض في هذه الدول المنحطة، أصبحت تجده في كثير من الأحيان يعرض في أوساط المسلمين بصورة أو بأخرى، وهذا معناه أن الأمة الإسلامية، أصبحت مجرد أمة متطفلة على موائد الغرب، وأصبحت مصانع اليهود في هوليود وغيرها، تصدر الأفلام والمسلسلات، وتملؤها بما يثير الغرائز، ويحرك كوامن الشهوات، ويحطم القيم والأخلاق، وتملؤها بما يبلبل الأفكار، ويهز العقائد، ثم تصدرها إلى هذه الأمة التي أصبحت جاهزة لتقبل مثل هذه الأشياء.

فأين الولاء والبراء؟! وأين النهي عن التشبه بالمشركين؟! وأين الاستقلالية التي فطرت عليها الأمة المسلمة؟! فهذه بلية عظيمة تحتاج إلى حديث خاص، قد لا يتسع له هذا المجال.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015