السؤال يقول: من المعلوم أن الله تعالى قد جعل جزاء القاتل القتل، وجزاء الزاني الرجم، ونعلم أن القتل أشد من الزنا، فما الحكمة من أن القاتل يقتل بالسيف دون أن يعذب، والزاني يرجم حتى يموت، وفي ذلك أشد التعذيب له وقتل في آن واحد، أرجو من فضيلتكم توضيح هذا وجزاكم الله خيراً؟
صلى الله عليه وسلم القاتل يقتل، هل يقتل بالطريقة التي قَتل بها، أو يقتل بالسيف خلاف بين أهل العلم، فمنهم من يقول يقتل كما قَتل، إن قتل بالسيف يقتل بالسيف، وإن قَتل بالحجارة قُتل بالحجارة، كما ورد في الصحيح: {أن الرسول صلى الله عليه وسلم رض رأس يهودي بين حجرين} لأنها رضت رأس جارية، وهذه ناحية ينبغي أن يفهمها السائل.
أما بالنسبة للزاني وأنه يرجم فذلك لأن كل جزء من جسد هذا الزاني خاصة المحصن قد تلذذ بهذه المعصية، وكل موضع من البدن قد ثار وتفجر أثناء الشهوة، فكانت العقوبة أن ينال التعذيب كل موضع من البدن وهذا مجرد التماس.
لكن فيه أمر أكبر من هذا وأعظم وهو الأصل أن نقول: إن القضية مرتبطة بالدين أصلاً، ولذلك العلماء يقولون الكفارات وغيرها ليس فيها قياس، ولا تضرب لها الأمثال، إذا أنت مقتنع بأن الله هو الإله الذي يعبد ويشرع، والرسول صلى الله عليه وسلم هو الذي يبلغ، وأنا وأنت نتلقى مادام اقتنعنا بالله تعالى وآمنا به وبأسمائه وصفاته واقتنعنا بالرسول صلى الله عليه وسلم وأنه صادق فيما بلغ، ما عندنا مجال، حتى لو جاء الأمر من رسول الله صلى الله عليه وسلم على خلاف ما نتوقع، ليس بغريب، لأن عقلي وعقلك قد يكون قاصراً في كثير من المجالات، وهذه قضية ينبغي أن يتربى عليها كل إنسان.