عناية المسلمين بتفسير القرآن

وكان من أوجه عنايتهم به عنايتهم بتفسير القرآن الكريم، فكان الصحابة يعنون بتفسير القرآن، حتى كان فيهم مشاهير كـ ابن عباس وابن مسعود؛ صرفوا حياتهم ووقتهم في فهم معاني القرآن الكريم، وابن عمر رضي الله عنه حتى إن مالكاً روى في الموطأ أن ابن عمر رضي الله عنه يقول: إنه مكث في تعلم سورة البقرة عشر سنين، فلما أتمها نحر بدنة شكراً لله تعالى، وهو لا شك أنه يتعلم البقرة ألفاظاً ومعان، وإلا فصغار الطلبة اليوم في المدارس الابتدائية يحفظون البقرة في أسبوع أو في شهر.

حاشا لـ ابن عمر أن يحتاج إلى عشرة سنين في حفظ ألفاظها فحسب، بل كان يتفهمها ويتلقنها ألفاظاً ومعانٍ، وابن عباس رضى الله عنه كان يسأل عن معاني كتاب الله تعالى ويتفهمها حتى سمي ترجمان القرآن، وابن مسعود رضى الله عنه يقول كما في الرواية الصحيحة عنه: [[والله ما من آية في كتاب الله تعالى إلا وأنا أعلم أين نزلت وفيم نزلت، ولو أعلم رجلاً أعلم مني بكتاب الله تناله المطي لأتيته]] يعني ولو في أقصى الدنيا لأتيته، وكذلك التابعون تلقوا عن الصحابة رضى الله عنهم فكان منهم أئمة في التفسير، كـ مجاهد بن جبر المكي الذي يقول فيه سفيان الثوري [[إذا جاءك التفسير من مجاهد فحسبك به]] لا تسأل عن غيره، وليس هذا بغريب فقد تلقى عن ابن عباس، حتى إنه كان يقول: إنه عرض القرآن على ابن عباس ثلاث مرات، يقف عند كل آية ويسأله عن معناها، وكذلك كما هو معروف من تفسير قتادة، وعكرمة، والسدي، وغيرهم كثير من التابعين وأتباعهم.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015