كم سمعنا من أب يقول: يا ولدي بارك الله فيك! وكثر الله من أمثالك! فأنت بار بوالدك، وصول لرحمك، محسن إلى جيرانك، لم أسمع منك طيلة عمري كلمة سخط، تمر علي كل صباح، فتقبل رأسي وتقول: يا أبت! صبحك الله بالخير! وفي المساء تمسيني وتقول: مسَّاك الله بالخير! وربما أغلظت لك في القول، وهجرت لك في العبارة، فتتبسم في وجهي وتقول: عفا الله عنك يا أبتاه، وفي المقابل ينطلق هذا الأب ليمدح شباب الإسلام، ويمدح الدعاة إلى الله تعالى، ويمدح طلبة العلم كلهم لهذا السبب.
وكم سمعنا من أسرة تثني على الشباب المتدينين، وتقول في المجالس العامة والخاصة: لا تزوجوا إلا المتدينين، فإذا قيل لهم: لماذا؟ قالت الأم: بنتي أخذها واحد متدين، فأحسن إليها، وأكرم جوارها، وقام بحقوقها، ورباها على الخير، وحفظها وقام بحقها، فرأينا أن المتدينين خير للناس، وهكذا تجد أن حسن المعاملة من أخ أو ابن أو أب أو زوج أو قريب تنطلق إلى الجميع، فتكون خيراً وبراً لهم، وربما تعدت أيضا إلى الدعاء للعلماء والدعاة وطلبة العلم الذين كانوا سبباً في هداية هؤلاء واستقامتهم على الطريق نظراً لعنايتهم بالنشء تلك العناية وترتيبهم لهم تلك التربية.
وكثير من الناس يثني على الشباب المتدينين لماذا؟ قال: لأنهم يرعون الكبير، أو يرحمون الصغير، أو يدلون الأعمى، أو يحترمون غيرهم، أو يتلطفون في حديثهم، أو يقومون بالخدمات المناسبة سواء في الأزمات أوفي غير الأزمات، أو لأنهم كما يقال يفزعون عند النوائب وعند الحاجة وهذه الأشياء وغيرها كثير كلها رصيد في نفوس الناس للمتدينين يظهر عند الحاجة إليه.