أيها الإخوة ونعود إلى السيرة النبوية سيرة محمد بن عبد الله عليه الصلاة والسلام، فنقول: إن السابقين قد اهتموا بها، ولا يزال اللاحقون تشكل السيرة عندهم محل اهتمام، أما اهتمام السابقين فقد تجاوز لدى الرعيل الأول مجال العلم بها، إلى مجال العمل بها والتأسي.
بل تجاوز ذلك إلى مجال التعليم والتدوين للأجيال اللاحقة، فكانت السيرة النبوية تعقد لها الحلقات والدروس، ويروي ابن سعد في طبقاته أن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما كان له مجلس يدرس فيها السيرة النبوية، وكان ابن عباس يجلس في إحدى عشياته يعلم الناس المغازي والسير وهذا نموذج لاهتمام السابقين بسيرة النبي الكريم صلى الله عليه وسلم، بل بلغ الاهتمام بالسير والمغازي أنهم كانوا يتعلمونها كما يتعلمون السورة من القرآن، كما نقل ذلك ابن كثير عليه رحمة الله.