من خصائص الأنبياء العصمة؛ فقد عصم الله تعالى أنبياءه من الشرك والضلال، سواء أكان ذلك قبل النبوة أم بعدها، وبرَّأهم من الزيغ والأهواء، وهم معصومون في تحمل الرسالة، فلا ينسون شيئاً مما أوحاه الله إليهم إلا شيئاً قد نسخ، وهم معصومون كذلك في نقل الوحي والرسالة للناس، فلا يزيدون ولا ينقصون ولا يكتمون شيئاً مما أوحاه الله تعالى إليهم: {وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ * لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ * ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ} [الحاقة:44-45] ولو كان محمد صلى الله عليه وسلم كاتماً شيئاً مما أوحى الله تعالى إليه لكتم أمثال: {عَبَسَ وَتَوَلَّى} [عبس:1] وأمثال: {وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ} [الأحزاب:37] .