عمر وتسوية الصفوف في الصلاة

السؤال يقول: أحد المشايخ قال لي: إن عمر رضي الله عنه كان يسوي الصفوف بيده بأكتافهم، ويدور على الصفوف، هل تعتبر هذه سنة يعمل بها؟

صلى الله عليه وسلم قضية كونه رضي الله عنه يسوي الصفوف، هذا ثابتٌ في هذه القصة كما في صحيح البخاري، وقد سقتها من صحيح البخاري، وأدخلت فيها روايات أخرى من مصادر غيره، ومن أراد الاطلاع على رواية البخاري كاملةً فإنه يجدها في الصحيح في كتاب فضائل الصحابة، باب: قصة البيعة والاتفاق على عثمان رضي الله عنه وأرضاه.

وجدير بكل امرئ منكم أن يرجع إلى هذه القصة ويقرأها، فإن في سياقها من التأثير والإعجاب ما لا تجدونه في حكايتي لهذه القصة، ومن ضمن هذه القصة أنه كان يمر بين الصفوف ويسويها بيده، وتسوية الصفوف سنة أمر بها النبي صلى الله عليه وسلم، وكان يسوي الصفوف، فيسن للإمام أن يسوي الصفوف بقوله وبفعله إن احتاج إلى ذلك، وأن يلتفت إلى المأمومين، ولا يكبر للصلاة حتى يرضى عن استقامتهم.

ويقول الأخ في آخر سؤاله: إني أحبك في الله، وأحب جميع الحاضرين.

فجزاه الله خيراً عني وعنكم حيث يحبنا جميعاً في الله، ونسأل الله أن يكون جميع الحاضرين من المتحابين فيه، وممن يستحقون أن يحبوا في ذات الله.

وأنبه من وجهة نظر شخصية في موضوع الإخبار بالمحبة فكثيراً ما يوجه مثل هذا السؤال للمحاضرين، ولست أقول في هذا شيء؛ ولكن فيما يتعلق بي؛ فأرى أن مخاطبة الإنسان بنفسه أقوى وأبلغ، فكونك تقابل من تحب في الله، وتقول له: إني أحبك في الله أجود، لعدة أسباب منها: أنه يعرفك بذلك فيبادلك هذا الحب بمثله، وكما يقولون: القلوب شواهد، وأنت إذا عرفت من إنسان أنه يحبك في الله تجد في قلبك له من المحبة مثلما يجد، وهذه حكمة وضعها الله في قلوب بني آدم من المؤمنين، كما أن هذا أبعد عن أن يصيب هذا الإنسان شيءٌ من الاغترار، وربما تكون هذه في بعض الأحيان كلمة تقال باللسان، فإذا رأى الإنسان من يحبه في الله ونظر إليه اطمأن إلى صدقه في هذا الحب، وهذه كما قلت هي عبارة عن وجهة نظر لا تقدم ولا تؤخر.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015